تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٥١٨
165 قوله تعالى * (قل أغير الله أبغي ربا) * يقول أعبد وأطلب ربا غيره " وهو رب كل شيء " من خلفه في السماوات والأرض لأنهم كانوا يقولون له نحن كفلاء لك بما يصيبك ومن تابعك فنزل * (ولا تكسب كل نفس إلا عليها) * يعني إلا لها أو عليها إن كان خيرا فلها وإن كان شرا فعليها * (ولا تزر وازرة وزر أخرى) * يعني لا تحمل نفس خطيئة نفس أخرى * (ثم إلى ربكم مرجعكم) * أي مصيركم في الآخرة * (فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) * من الدين ويبين لكم الحق من الباطل بالمعاينة ثم قال تعالى * (وهو الذي جعلكم خلائف الأرض) * يعني سكان الأرض من بعد إهلاك الأمم الخالية لأن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وأمته قد خلفوا جميع الأمم ويقال * (خلائف) * يعني يخلف بعضكم بعضا * (ورفع بعضكم فوق بعض درجات) * أي فضل بعضكم على بعض في المال والرزق " ليبلوكم فيما آتاكم " يعني ليبتلي الموسر بالغنى ويطلب منه الشكر ويبتلى المعسر بالفاقة ويطلب من الصبر ويقال * (ليبلوكم) * يعني بعضكم ببعض كما قال تعالى * (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة) * الفرقان 20 لتصبروا ثم خوفه فقال * (إن ربك سريع العقاب) * كأنه جاء لأن ما هو آت فهو قريب كما قال * (وما أمر الساعة إلا كلمح البصر) * القمر 50 * (وإنه لغفور) * يعني لمن أطاعه في فاقة أو غنى ويقال * (سريع العقاب) * لمن لم يشكر نعمته وكان مصرا على ذلك و " إنه لغفور " لمن رجع وتاب * (رحيم) * بعد التوبة ويقال * (سريع العقاب) * لمن لم يحفظ نفسه فيما أعطاه من فضل الله وترك حق الله في ذلك * (وإنه لغفور) * لمن تاب * (رحيم) * بعد التوبة قال الفقيه قال حدثنا أبو الحسين بن حمدان بإسناده إلى أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة وشيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد والتهليل قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الأنعام صلى عليه واستغفر له أولئك السبعون ألف ملك بعدد كل آية في سورة الأنعام يوما وليلة صلى الله عليه وسلم
(٥١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 ... » »»