تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٥١٠
يعني كل ذي مخلب من الطيور وكل ذي حافر من الدواب وسمي ظفرا على الاستعارة وقال الكلبي * (كل ذي ظفر) * يعني ليس بمنشق ولا مجتر فهو حرام عليهم * (ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما) * يعني شحوم البطون ثم استثنى فقال * (إلا ما حملت ظهورهما) * وقال الضحاك إلا ما كان على اللحوم من الشحوم وقال الكلبي يعني ما تعلق بالظهر من الشحم من الكليتين ويقال حرم عليهم الثروب وأحل ما سواها وواحد الثروب ثرب وهو الشحم الرقيق الذي يكون على الكرش * (أو الحوايا) * وهو المباعر واحدتها حوية * (أو ما اختلط بعظم) * مثل الإلية وروى جويبر عن الضحاك قال ما التزق بالعظم ويقال هو المخ * (ذلك جزيناهم ببغيهم) * يعني ذلك التحريم عاقبناهم بشركهم وظلمهم * (وإنا لصادقون) * أن هذه الأشياء كانت حلالا في الأصل وحرمناها على اليهود بمعصيتهم لأن اليهود كانوا يقولون إن هذه الأشياء كانت حراما في الأصل ثم قال تعالى * (فإن كذبوك) * يعني فيما تقول من التحريم والتحليل * (فقل ربكم ذو رحمة واسعة) * يعني رحمته وسعت كل شيء لا يعجل بالعقوبة على من عصاه " ولا ير بأسه " يعني عذابه * (عن القوم المجرمين) * يعني المشركين سورة الأنعام 148 - 150 قوله تعالى * (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا) * يعني ولا أشرك آباؤنا " ولا حرمنا من شيء " ولكن شاء لنا ذلك وأمرنا به ويقال كان مذهبهم مذهب الجبرية قال الله تعالى * (كذلك كذب الذين من قبلهم) * يعني الأمم الخالية كذبوا رسلهم كما كذبك قومك وإنما كذبهم الله لأنهم قالوا ذلك على وجه السخرية لا على وجه التحقيق كما قال المنافقون نشهد أنك لرسول الله فكذبهم الله في مقالتهم لأنهم قالوا على وجه السخرية ثم قال * (حتى ذاقوا بأسنا) * يعني الأمم الخالية أتاهم عذابنا فهذا تهديد لهم ليعتبروا ثم قال * (قل) * يا محمد لهم * (هل عندكم من علم) * يعني بيانا من الله * (فتخرجوه لنا) * يعني فتبينوه لنا بتحريم هذه الأشياء التي كانوا يحرمونها ثم بين الله أنهم قالوا ذلك بغير حجة وبيان فقال الله تعالى * (إن تتبعون إلا الظن) * يعني
(٥١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 ... » »»