تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٣٢٨
* (والصاحب بالجنب) * يعني الرفيق في السفر وروي عن معاذ بن جبل أنه قال الصاحب بالجنب يعني المرأة ثم قال * (وابن السبيل) * يعني الضيف ينزل عليكم فأحسنوا إليه وحقه ثلاثة أيام وما زاد على ذلك فهو صدقة ثم قال * (وما ملكت أيمانكم) * من الخدم أحسنوا إليهم وقد روي في الخبر أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما لا يطيقون فإنهم لحم ودم وخلق أمثالكم رواه علي عن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال الله الله فيما ملكت أيمانكم وذكر الحديث وروي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه وما زال يوصيني بالنساء حتى ظننت أنه سيحرم طلاقهن وما زال يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنه سيجعل لهم مدة إذا انتهوا إليها أعتقوا وما زال يوصيني بالسواك حتى خشيت أن يخفي فمي عن الأسنان وما زال يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أن خيار أمتي لا ينامون ليلا ثم قال تعالى * (إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا) * يعني من كان * (مختالا) * في مشيه * (فخورا) * على الناس وهذا قول الكلبي وقال القتبي المختال ذو الخيلاء والكبر وهذا قريب من الأول ويقال * (فخورا) * في نعم الله لا يشكره ويتكبر على الناس سورة النساء الآيات 37 _ 38 ثم قال تعالى * (الذين يبخلون) * وقال مجاهد ومقاتل نزلت في اليهود يبخلون بكتمان صفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتابهم * (ويأمرون الناس بالبخل) * يعني أمروا قومهم أن يكتموا صفته صلى الله عليه وسلم " ويكتمون ما آتاهم من فضله " في التوراة ويقال أبخل الناس الذي يبخل بعلمه ويقال * (الذين يبخلون) * يعني في المال لأن رؤساءهم كانوا لا يعطون أحدا من أموالهم شيئا لأن عادتهم كان الأخذ والمنع وكانوا أيضا يأمرون بالبخل لأن من كان في معصية فإنه يأمر غيره
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»