تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٣٣٦
التي على ظهر النواة * (أم يحسدون الناس) * يعني أيحسدون الناس ويقال بل يحسدون الناس يعني به محمد صلى الله عليه وسلم * (على ما آتاهم الله من فضله) * من النبوة والرسالة وكثرة تزوجه النساء ويقولون لو كان نبيا لشغلته النبوة عن كثرة النساء فيحسدونه بذلك قال الله تعالى * (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة) * يعني النبوة والعلم والفهم * (وآتيناهم ملكا عظيما) * فكان يوسف عليه السلام ملكا على مصر وكان سليمان بن داود عليهما السلام ملكا وكانت له ثلاثمائة امرأة حرة سوى السرية هكذا قال مقاتل وقال الكلبي كانت له سبعمائة امرأة سوى ثلاثمائة سرية وكان لداود عليه السلام مائة امرأة فلم يكن تمنعهم النبوة عن ذلك ويقال الفائدة في كثرة تزوجه أنه كانت له قوة أربعين نبيا وكل من كان أقوى فهو أكثر نكاحا ويقال إنه أراد بالنكاح كثرة العشيرة لأن لكل امرأة قبيلتين قبيلة من قبل الأب وقبيلة من قبل الأم فكلما تزوج امرأة صرف وجوه القبيلتين إلى نفسه فيكونون عونا له على أعدائه ويقال إن كل من كان أتقى كانت شهوته أشهد لأن الذي لا يكون تقيا إنما يتفرج بالنظر والمس ألا ترى إلى ما روي في الخبر العينان تزنيان واليدان تزنيان فإذا كان في النظر وفي المس نوع من قضاء الشهوة فلا ينظر التقي ولا يمس فتكون الشهوة مجتمعة في نفسه فيكون أكثر جماعا وقال أبو بكر الوراق كل شهوة تقسي القلب إلا الجماع فإنه يصفي القلب ولهذا كان الأنبياء عليهم السلام يفعلون ذلك قوله تعالى * (فمنهم من آمن به) * يعني من اليهود من آمن بالكتاب الذي أنزل على إبراهيم وآمن بالكتاب الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم * (ومنهم من صد عنه) * يعني أعرض عنه مكذبا وهذا قول الكلبي وقال مقاتل * (فمنهم من آمن به) * يعني من آل إبراهيم * (من آمن به) * يعني بالكتاب الذي جاء به * (ومنهم من صد عنه) * يعني لم يؤمن به وقال الضحاك * (أم يحسدون الناس) * يعني اليهود يحسدون قريشا لأن النبوة كانت فيهم " فقد آتينا إبراهيم الكتاب " يعني إسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط * (الكتاب) * يعني التنزيل * (والحكمة) * يعني السنة * (وآتيناهم ملكا عظيما) * يعني قريشا وبني هاشم * (ملكا عظيما) * يعني الخلافة لا تصلح إلا بقريش * (فمنهم من آمن به) * يعني بمحمد صلى الله عليه وسلم * (ومنهم من صد عنه) * أي كفر به ثم قال تعالى * (وكفى بجهنم سعيرا) * يعني وقودا لمن كفر به سورة النساء 56 - 57 ثم بين مصير من كذب به وموضع من آمن به فقال عز وجل * (إن الذين كفروا بآياتنا) * يعني بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن * (سوف نصليهم نارا) * يعني ندخلهم نارا في الآخرة ويقال
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»