تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٣٣٣
يحرفون نعته عن مواضعه وهو نعت محمد صلى الله عليه وسلم * (ويقولون سمعنا) * قولك * (وعصينا) * أمرك * (واسمع غير مسمع) * يعني غير مسمع منك * (وراعنا ليا بألسنتهم) * يعني يلوون ألسنتهم بالسب * (وطعنا في الدين) * يعني في دين الإسلام وقال القتبي كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم إذا حدثهم وأمرهم يقولون سمعنا ويقولون في أنفسهم وعصينا أمرك وإذا أرادوا أن يكلموه بشيء قالوا اسمع يا أبا القاسم ويقولون في أنفسهم لا سمعت ويقولون * (راعنا) * يوهمونه في ظاهر اللفظ أنهم يريدون انظرنا حتى نكلمك بما تريد ويريدون به السب بالرعونة * (ليا بألسنتهم) * أي قلبا للكلام بها * (ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا) * مكان سمعنا وعصينا * (واسمع) * مكان اسمع لا سمعت * (وانظرنا) * مكان قولهم راعنا * (لكان خيرا لهم وأقوم) * يعني وأصوب من التحريف والطعن ثم قال تعالى * (ولكن لعنهم الله بكفرهم) * يعني خذلهم الله وطردهم مجازاة لهم بكفرهم * (فلا يؤمنون إلا قليلا) * يعني لا يؤمنون إلا بالقليل لأنهم لا يؤمنون بالقرآن ولا يؤمنون بجميع ما عندهم ولا بسائر الكتب وإنما يصدقون ببعض ما عندهم ويقال لا يؤمنون إلا القليل منهم وهم مؤمنو أهل الكتاب ويقال أنهم لا يؤمنون وهم بمنزلة رجل يقول فلان قليل الخير يعني إنه لا خير فيه سورة النساء 47 - 48 ثم خوفهم فقال " يا أيها الذين آتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا " يعني صدقوا بالقرآن * (مصدقا لما معكم) * يعني موافقا للتوراة في التوحيد وبعض الشرائع * (من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها) * وطمسها أن يردها على بصائر الهدى ويقال طمسها أن يحول الوجوه إلى الأقفية ويقال يخسف الأنف والعين فيجعلها طمسا ويقال من قبل أن يسود الوجوه قال بعضهم يعني به في الآخرة ويقال هذا تهديد لهم في الدنيا وذكر أن عبد الله بن سلام قدم من الشام فلم يأت أهله حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ما كنت أرى أن أصل إليك حتى يتحول وجهي في قفاي ويقال * (من قبل أن نطمس وجوها) * يعني وجه القلب وهو كناية عن القسوة وقال مقاتل يعني من قبل أن تحول القبلة كقوله * (ولكل وجهة هو موليها) * سورة البقرة 148 ثم قال * (أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت) * يعني
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»