تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٢٧٩
* (وأنتم تنظرون) * إلى محمد صلى الله عليه وسلم وقال القتبي * (قد رأيتموه) * يعني أسبابه وهو السيف سورة آل عمران 144 ثم قال تعالى * (وما محمد إلا رسول) * لأنهم هربوا حين سمعوا بقتله فقال تعالى * (وما محمد إلا رسول) * كسائر الرسل * (قد خلت من قبله الرسل) * يعني مثله * (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) * يعني رجعتم إلى دينكم الشرك * (ومن ينقلب على عقبيه) * يعني يرجع إلى الشرك بعد الإسلام * (فلن يضر الله شيئا) * يقول لن ينتقص من ملكه وسلطانه شيء وإنما يضر نفسه * (وسيجزي الله الشاكرين) * يعني الموحدين الله في الآخرة الجنة ويقال * (وسيجزي الله) * المؤمنين المجاهدين الجنة سورة آل عمران 145 - 148 ثم قال تعالى * (وما كان لنفس أن تموت) * يعني قبل أجلها * (إلا بإذن الله كتابا مؤجلا) * يقول في موتها كتابا مؤجلا في اللوح المحفوظ فلا يسبق أجله وقال الزجاج قوله * (كتابا مؤجلا) * أي كتب كتابا ذا أجل وهو الوقت المعلوم وذكر الكتاب على معنى التأكيد وفي هذه الآية إبطال قول المعتزلة لأنهم يقولون إن من قتل فإنما يهلك قبل أجله وكل ما ذبح من الحيوان كان هالكا قبل أجله لا يجب على القاتل القصاص والدية في الأدمي والضمان في الحيوان ولو كان بأجل لما وجب شيء بقتله وقلنا قد بين الله تعالى في هذه الآية أنه لا تهلك نفس قبل أجلها ثم قال تعالى * (ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها) * قال الكلبي يعني يريد ثواب الدنيا بالعمل الذي افترض الله عليه * (نؤته منها) * يعني نعطه ما أحب فيها وما له في الآخرة من نصيب * (ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين) * في الآخرة ومعناه أن عمله للرياء لا يكون له في الآخرة ثواب ومن الناس من قال إن الرياء يدخل في النوافل ولا يدخل في الفرائض لأن الفرائض واجبة على جميع الناس وقال بعضهم يدخل في الفرائض ولا يدخل في النوافل لأنه لو لم يأت بها لا يؤاخذ بها فإذا أتى بهذا القدر ليس عليه غير
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»