عند الشدة والبلايا وهذا كما روي عن لقمان الحكيم أنه قال لابنه الذهب والفضة يختبران بالنار والمؤمن يختبر بالبلايا والاختبار من الله تعالى إظهار ما علم منه من قبل فذلك قوله تعالى * (وليعلم الله الذين آمنوا) * يعني ليبين الله الذين يعلم إيمانهم لأنه يعطى الثواب بما يظهر منه لا بما يعلم منه وكذلك العقوبة ألا ترى أنه علم من إبليس المعصية في المستأنف ثم لم يلعنه ما لم يظهر منه ثم قال تعالى * (ويتخذ منكم شهداء) * يعني لكي يتخذ منكم شهداء وإنما كان لأجل ذلك لا لأجل حب الكفار * (والله لا يحب الظالمين) * أي الجاحدين سورة آل عمران 141 قوله تعالى * (وليمحص الله الذين آمنوا) * يعني لكي يطهر المؤمنين ويكفر ذنوبهم والتمحيص في اللغة الاختبار والتطهير والله بين أنه يداول الأيام بين الناس لكي يظهر المؤمن من المنافق ويكرم بعض المؤمنين بالشهادة لينالوا ثواب الشهداء وقد ذكر ثوابهم بعد هذا في هذه السورة وليكفر ذنوبهم ثم قال * (ويمحق الكافرين) * يعني يهلكهم ويستأصلهم لأنهم يجترئون فيخرجون مرة أخرى فيستأصلهم سورة آل عمران 142 - 143 قوله تعالى * (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة) * قال مقاتل بين للمؤمنين أنه نازل بهم الشدة والبلاء في ذات الله لكي يصبروا ويحتسبوا فقال * (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة) * يقول أظننتم أن تدخلوا الجنة بغير شيء قبل أن تصيبكم الشدة في ذات الله فذلك قوله تعالى * (ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم) * قال مقاتل أي ولما يرى الله الذين جاهدوا منكم ويقال ولما يظهر جهاد الذين جاهدوا منكم * (ويعلم الصابرين) * الذين يصبرون عند البلاء ويقال ويعلم الصابرين الكارين أي غير الفارين عن القتال ثم قال تعالى * (ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه) * وذلك أنه لما وصف لهم الله تعالى بما نزل بشهداء بدر من الكرامة فقالوا ليتنا نجد قتالا فنقتل في ذلك لكي نصيب مثل ما أصابوا فلما لقوا القتال يوم أحد هربوا فعاتبهم الله بقوله * (ولقد كنتم تمنون الموت) * يعني القتال والشهادة من قبل أن تلقوه * (فقد رأيتموه) * يوم أحد * (وأنتم تنظرون) * إلى السيوف فيها الموت وقال الزجاج معناه * (ولقد كنتم تمنون) * القتال لأن القتال سبب الموت * (فقد رأيتموه) * يعني وأنتم بصراء كقولك رأيت كذا وكذا ولم يكن في عينيك علة ويقال
(٢٧٨)