تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٢٦٨
عند أهلك وهي عائشة رضي الله عنها * (تبوئ المؤمنين) * يعني تهيئ للمؤمنين * (مقاعد للقتال) * يعني مواضع للحرب قال الكلبي يعني يوم أحد وقال مقاتل يعني يوم الخندق * (والله سميع) * لدعائك * (عليم) * بأمر الكفار ثم قال تعالى " إذا همت طائفتان منكم " يعني أرادت وأضمرت طائفتان من المسلمين وهما حيان بني حارثة وبني مسلمة من الأنصار * (أن تفشلا) * يعني أن تجبنا عن القتال مع النبي صلى الله عليه وسلم وترجعا * (والله وليهما) * يعني ناصرهما " وحافظهما " يعني وحافظ قلوبهما حيث لم يرجعا لأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم أحد من المدينة ومعه ألف رجل فرجع عبد الله بن أبي ابن سلول مع ثلاثمائة من المنافقين ومن تابعهم فدخل الفشل في قبيلتين من الأنصار وهم المؤمنون فأرادوا أن يرجعوا فحفظ الله قلوبهم فلم يرجعوا فذلك قوله * (والله وليهما) * يعني حافظ قلوبهما " وعلى الله فليتوكل كل المؤمنون " يعني على المؤمنين أن يتوكلوا على الله وهذه كلها منن ذكرها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ليعرف ويشكر الله تعالى ويصبر على ما يصيبه من الأذى سورة آل عمران 123 - 125 ثم ذكرهم الله ببدر فقال تعالى * (ولقد نصركم الله ببدر) * يعني أعانكم الله يوم بدر * (وأنتم أذلة) * يعني قليلة * (فاتقوا الله) * يعني اعرفوا هذه النعمة واتقوا الله ولا تعصوه * (لعلكم تشكرون) * أي لكي تشكروا الله قوله تعالى * (إذ تقول للمؤمنين) * يعني يوم أحد * (ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين) * من السماء يقول الله * (بلى إن تصبروا) * مع نبيكم * (وتتقوا) * معصيته بالهزيمة * (ويأتوكم من فورهم هذا) * يعني العدو يأتوكم من وجوههم و * (يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين) * يعني معلمين بالصوف الأبيض في نواصي الخيل وفي أذنابها عليهم البياض قد أرخوا أطراف العمائم بين أكتافهم فأنزل الله تعالى عليهم يوم بدر ثلاثة آلاف ووعدهم ليوم أحد بخمسة آلاف ولكنهم لما عصوا وتركوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجعوا عنهم ولو أنهم صبروا لنزلت عليهم قرأ عاصم وابن كثير وأبو عمرو * (مسومين) * بكسر الواو والباقون بالنصب ومعناهم قريب وهو إرخاء أطراف العمائم بين الأكتاف وهذا كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم بدر
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»