تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٢٩٠
قوله تعالى " ويستبشرون بنعمة من الله " يقول بجنة من الله ويقال بمغفرة من الله * (وفضل) * يعني الكرامات في الجنة وروي عن مجاهد أنه قال السيوف مفاتيح الجنة وروت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الشهيد يشفع في سبعين من أهله قال الفقيه أروي هذا الحديث بمعناه لا بلفظه إن الله تعالى أكرم الشهداء بخمس كرامات لم يكرم بها أحد من الأنبياء ولا أنا إحداها أن جميع الأنبياء قبض أرواحهم ملك الموت وهو الذي سيقبض روحي وأما الشهداء فالله تعالى هو الذي يقبض أرواحهم بقدرته كيف يشاء ولا يسلط على أرواحهم ملك الموت والثانية أن جميع الأنبياء قد غسلوا بعد الموت وأنا أغسل بعد الموت وأما الشهداء فلا يغسلون ولا حاجة لهم إلى ماء الدنيا والثالثة أن جميع الأنبياء قد كفنوا وأنا أكفن أيضا والشهداء لا يكفنون بل يدفنون في ثيابهم والرابعة أن الأنبياء لما ماتوا فقد سموا أمواتا وإذا مت أنا يقال قد مات والشهداء لا يسمون موتى والخامسة أن الأنبياء تعطى لهم الشفاعة يوم القيامة وشفاعتي أيضا يوم القيامة وأما الشهداء فيشفع لهم كل يوم من يستشفعون ثم قال تعالى * (وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين) * قرأ الكسائي * (وأن الله) * بكسر الألف والباقون بالنصب فمن قرأ بالنصب فمعناه يستبشرون بنعمة من الله ويستبشرون بأن الله لا يضيع ثواب المؤمنين الموحدين ومن قرأ بالكسر على معنى الابتداء إن الله لا يبطل ثواب عمل الموحدين وهذا الخبر للترغيب في الشهداء وأما الشهداء والأولياء فيشفع لهم لا يبلغون درجة الأنبياء ومن قال إنهم يبلغون درجة الإباحة ومن أنكر كرامات الأولياء فهو معتزلي سورة آل عمران 172 - 175 قوله تعالى * (الذين استجابوا لله والرسول) * قال في رواية الكلبي وذلك أن أبا سفيان حين رجع من أحد نادى فقال يا محمد إن الموعد بيننا وبينك بدر الصغرى فقال صلى الله عليه وسلم لغمر قل له ذلك بيننا وبينك إن شاء الله ثم ندم أبو سفيان فقال لنعيم بن مسعود وكان يخرج إلى المدينة للتجارة إذا أتيت المدينة فخوفهم لكيلا يخرجوا فلما قدم نعيم المدينة قال إن أبا سفيان قد جمع خلقا كثيرا فكره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج إليهم وتثاقلوا
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»