تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٢١٥
بخمسين صلاة لكانوا يطيقون ذلك ولكنه يشق عليهم ولا يطيقون الإدامة على ذلك * (واعف عنا) * من ذلك كله * (واغفر لنا وارحمنا) * يعني تجاوز عنا ويقال * (واعف عنا) * من المسخ والخسف * (وارحمنا) * من القذف لأن الأمم الماضية بعضهم أصابهم المسخ وبعضهم الخسف وبعضهم القذف ثم قال تعالى * (أنت مولانا) * يعني أنت ولينا وحافظنا * (فانصرنا على القوم الكافرين) * فاستجيب دعاؤه وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال نصرت بالرعب مسيرة شهر ويقال إن الغزاة إذا خرجوا من بلادهم بالنية الخالصة وضربوا الطبل وقع الرعب والهيبة في قلوب الكفار مسيرة شهر علموا بخروجهم أو لم يعلموا ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع أوحى الله تعالى إليه هذه الآية ليعلم أمته بذلك ولهذه الآية تفسير آخر قال الزجاج لما ذكر الله تعالى فرض الصلاة والزكاة في هذه السورة وبين أحكام الحج وحكم الحيض والطلاق والإيلاء وأقاصيص الأنبياء وبين حكم الربا والدين ثم ذكر تعظيمه بقوله عز وجل * (لله ما في السماوات وما في الأرض) * الآية ثم ذكر تصديق نبيه صلى الله عليه وسلم ثم ذكر تصديق المؤمنين جميع ذلك قال * (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه) * أي صدق الرسول بجميع هذه الأشياء التي جرى ذكرها وكذلك المؤمنون كلهم صدقوا بالله وملائكته وكتبه ورسله قرأ حمزة والكسائي " وكتابه " على معنى الوحدان وقرأ الباقون * (وكتبه) * على معنى الجمع ثم قال * (لا نفرق بين أحد من رسله) * فأخبر عن المؤمنين بأنهم يقولون * (لا نفرق بين أحد من رسله) * وقرأ الحضرمي " لا يفرق " بالياء ومعناه كل آمن بالله وكل لا يفرق وقرأ ابن مسعود " لا يفرقون " بين أحد من رسله * (وقالوا سمعنا وأطعنا) * أي قبلنا ما سمعنا لأن من سمع ولم يقبل قيل له أصم أنت لأنه لم ينتفع بسماعه وقرأ أبو عمرو * (من رسله) * بثقل السين وكذلك جميع ما في القرآن فإذا جاوز عن هذه الحروف الأربعة مثل رسلنا ورسلهم يقرأ بالسكون وقرأ الباقون برفع السين في جميع القرآن ومعنى قوله * (غفرانك ربنا) * يعني اغفر غفرانك وهو من أسماء المصادر كالكفران والسكران * (وإليك المصير) * يعني نحن المقرون بالبعث ثم قال عز وجل * (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) * يعني طاقتها قال الفقيه حدثنا أبو الحسين قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا محمد بن عبد الله قال حدثنا مروان عن عطاء بن عجلان عن زرارة بن أبي أوفى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله تجاوز
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»