هم عليه * (وابتغاء تأويله) * يعني طلب بقاء هذه الأمة إلى أدنى زمن ويقال طلب وقت قيام الساعة قال الله تعالى * (وما يعلم تأويله إلا الله) * يعني منتهى ملك هذه الأمة وذلك أن جماعة من اليهود دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم حيي بن أخطب وغيره فقالوا بلغنا أنه نزل عليك * (ألم) * فإن كنت صادقا في مقالتك فإن ملك أمتك يكون إحدى وسبعين سنة لأن الألف في حساب الجمل واحد واللام ثلاثون والميم أربعون فنزل * (وما يعلم تأويله إلا الله) * يعني منتهى ملك هذه الأمة ثم قال تعالى * (والراسخون في العلم) * قال الكلبي ومقاتل استأنف الكلام يعني لما قال * (وما يعلم تأويله إلا الله) * فقد تم الكلام واستأنف فقال * (والراسخون في العلم) * يعني المبالغون في علم الكتاب كتابهم التوراة والإنجيل * (يقولون آمنا به) * يعني بالقرآن * (كل من عند ربنا) * ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه وهو عبد الله بن سلام وأصحابه وقال بعضهم هو معطوف على قوله * (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) * يعني يعلمون تأويله ويقولون * (آمنا به كل من عند ربنا) * وروى ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس أنه كان يقرأ * (وما يعلم تأويله إلا الله) * ويقول الراسخون في العلم آمنا به وهذا يوافق قول الكلبي ومقاتل وقال عامر الشعبي لو كان ابن عباس بين أظهرنا ما سألته عن آية من التفسير لأني أحل حلاله وأحرم حرامه وأومن بمتشابهه وأكل ما لم أعلم منه إلى عالمه ثم قال تعالى " وما يذكر إلا أولو الألباب " يعني ما يتعظ بما أنزل من القرآن إلا ذوو العقول من الناس ثم قال عبد الله بن سلام وأصحابه حين سمعوا قول اليهود وتكذيبهم " ربنا لا تزع قلوبنا " يعني لا تحول قلوبنا عن الهدى * (بعد إذ هديتنا) * أي ما أكرمتنا بالإسلام وهديتنا لدينك * (وهب لنا من لدنك رحمة) * يعني ثبتنا على الهدى * (إنك أنت الوهاب) * يعني المعطي المثيب للمؤمنين قوله تعالى * (ربنا إنك جامع الناس) * بعد الموت * (ليوم لا ريب فيه) * يعني في يوم لا شك فيه عند المؤمنين أنه كائن لا محالة * (إن الله لا يخلف الميعاد) * في البعث ويقال معناه إن الله * (إن الله لا يخلف الميعاد) * في إجابة الدعاء يعني يوم يجمع الناس في الآخرة سورة آل عمران الآيات 10 - 11
(٢٢٠)