تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ١٦٢
رزقهم من بهيمة الأنعام) فذكر النحر في تلك الأيام وقال يحيى بن سعيد سألت عطاء عن الأيام المعدودات وعن المعلومات قال الأيام المعدودة أيام النحر والمعلومات أيام العشر وقال بعضهم الأيام المعدودات أيام التشريق بدليل ما سبق في سياق الآية * (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه) * والمعلومات أيام النحر بدليل قوله تعالى * (في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) * فذكر النحر في تلك الأيام وقال الضحاك معنى قوله * (واذكروا الله في أيام معدودات) * أي معروفات وهي أيام التشريق يعني كبروا دبر كل صلاة من يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق ويقال * (واذكروا الله في أيام معدودات) * يعني التكبير عند رمي الجمار ثم قال تعالى * (فمن تعجل في يومين) * يعني رجع إلى أهله بعدما رمى في يومين وترك الرمي في اليوم الثالث * (فلا إثم عليه) * في تعجيله * (ومن تأخر) * إلى آخر النفر * (فلا إثم عليه) * في تأخيره * (لمن اتقى) * يعني قتل الصيد في الإحرام وفي الحرم وقال قتادة ذكر لنا أن ابن مسعود قال إنما جعلت المغفرة لمن اتقى في حجه ويقال لمن اتقى بعد انصرافه من الحج عن جميع المعاصي وإنما حذرهم الله تعالى لأنهم إذا رجعوا من حجهم يجترئون على الله تعالى بالمعاصي فحذرهم عن ذلك فقال * (واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون) * فيجازيكم بأعمالكم سورة البقرة الآيات 204 - 206 قوله تعالى * (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا) * يعني كلامه وحديثه وهو أخنس بن شريق كان حلو الكلام حلو المنظر فاجر السريرة وروى أسباط عن السدي قال أقبل اخنس بن شريق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وقال إنما جئت أريد الإسلام وقال الله تعالى يعلم أني صادق فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ثم خرج من عنده فمر بزرع للمسلمين فأحرقه ومر بحمار للمسلمين فعقره فنزلت هذه الآية * (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا) * يعني يعجبك كلامه وحديثه * (ويشهد الله على ما في قلبه) * من الضمير أنه يحبه ويريد الإسلام * (وهو ألد الخصام) * يعني شديد الخصومة قال القتبي يعني أشدهم خصومة يقال رجل ألد بين اللدد وقوم لد كما قال في آية أخرى * (وتنذر به قوما لدا) * مريم 97
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»