تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ١٦٤
سورة البقرة الآيات 208 - 209 قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) * قرأ نافع وابن كثير والكسائي * (السلم) * بنصب السين وقرأ الباقون بالكسر " والسلم " بالكسر هو الإسلام والسلم بالنصب هو المسالمة والصلح ويقال السلم والسلم في اللغة هو الصلح قال ابن عباس نزلت هذه الآية فيمن أسلم من أهل الكتاب كانوا يتقون السبت ويحرمون أكل لحم الجمال فنزل * (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) * يعني في شرائع دين محمد صلى الله عليه وسلم * (ولا تتبعوا خطوات الشيطان) * يعني طاعات الشيطان وقال مقاتل استأذن عبد الله بن سلام وأصحابه بأن يقرؤوا التوراة في الصلاة وأن يعملوا ببعض ما في التوراة فنزل * (ولا تتبعوا خطوات الشيطان) * فإن اتباع السنة أولى بعدما بعث محمد صلى الله عليه وسلم " من خطوات الشيطان " وقال بعضهم " ادخلو في السلم كافة " يعني اثبتوا على شرائع محمد صلى الله عليه وسلم ولا تخرجوا منها وقوله تعالى * (كافة) * يعني عبارة عن الجميع فيجوز أن يكون معناه ادخلوا جميعا ويجوز أن يكون معناه ادخلوا في جميع شرائعه * (ولا تتبعوا خطوات الشيطان) * أي لا تسلكوا الطرق التي يدعوكم إليها الشيطان * (إنه لكم عدو مبين) * ظاهر العداوة ثم قال عز وجل * (فإن زللتم) * يعني ملتم عن شرائع محمد صلى الله عليه وسلم * (من بعد ما جاءتكم البينات) * يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وشرائعه * (فاعلموا أن الله عزيز) * عزيز بالنقمة * (حكيم) * في أمره وقال مقاتل * (حكيم) * أي يحكم حكم عليهم بالعذاب الشديد سورة البقرة الآية 210 قوله تعالى * (هل ينظرون) * هل في القرآن على سبعة أوجه في موضع يراد بها قد كقوله * (وهل أتاك) * الغاشية 1 أي قد أتاك ومرة يراد بها الاستفهام كقوله * (هل إلى مرد من سبيل) * الشورى 44 ومرة يراد بها السؤال كقوله * (فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا) * الأعراف 44 ومرة يراد به التفهيم كقوله * (هل أدلكم على تجارة) * الصف 10 ومرة يراد به التوبيخ كقوله * (هل أنبئكم على من تنزل الشياطين) * الشعراء 221 وقد يذكر ويراد به الأمر كقوله * (فهل أنتم منتهون) * المائدة 91 أي انتهوا ومرة يراد به الجحد كقوله في هذا الموضع * (هل ينظرون) * * (إلا أن يأتيهم الله) * يعني ما ينظرون وقال ابن عباس في
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»