معاني القرآن - النحاس - ج ٢ - الصفحة ٣٧٣
فأعلم الله أن هذا افتراء منهم. فقال: * (ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب، وأكثرهم لا يعقلون) *.
قال الشعبي: " الذين لا يعقلون " الأتباع، والذين افتروا فعقلوا أنهم افتروا.
164 - وقوله جل وعز: * (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم) * [آية 105].
أي الزموا أنفسكم، فأصلحوها وخلصوها من العقاب.
165 - ثم قال جل وعز: * (لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) * [آية 105].
ليس في هذا دليل على الرخصة، في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله عز وجل قد أمر بذلك، وإنما المعنى: لا تؤاخذون بكفر من كفر، وقد بين هذا في الحديث.
قال قيس بن أبي حازم: سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه على المنبر يقول: إنكم تأولون * (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) * فإني سمعت رسول الله
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 ... » »»