تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٢٢
* (ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات) يعني الشمس والقمر والنجوم والسحاب والرياح، * (وما في الأرض) * يعني الجبال والأنهار فيها السفن والأشجار والنبت عاما بعام، ثم قال: * (وأسبغ عليكم نعمه) * يقول: وأوسع عليكم نعمه * (ظهرة) * يعني تسوية الخلق والرزق والإسلام، * (و باطنة) * يعني ما ستر من الذنوب من بني آدم، فلم يعلم بها أحد ولم يعاقب فيها، فهذا كله من النعم، فالحمد لله على ذلك حمدا كثيرا، ونسأله تمام النعمة في الدنيا والآخرة، فإنه ولي كل حسنة، * (ومن الناس) * يعني النضر بن الحارث * (من يجدل) * يعني يخاصم * (في الله بغير علم) * يعلمه حين يزعم أن لله عز وجل البنات، يعني الملائكة، * (ولا هدى ولا كتب منير) * [آية: 20] يعني لا بيان معه من الله عز وجل، يقول: ولا كتاب مضئ له فيه حجة بأن الملائكة بنات الله عز وجل.
* (وإذا قيل لهم) * يعني للنضر * (اتبعوا ما أنزل الله) * من الإيمان بالقرآن * (قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه ءاباءنا) * من الدين، يقول الله عز وجل: * (أولو كان) * يعني وإن كان * (الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير) * [آية: 21] يعني الوقود يتبعونه، يعني النضر بن الحارث مثله في سورة الحج، ثم أخبر عن الموحدين، فقال سبحانه:
تفسير سورة لقمان من الآية (22) إلى الآية (26).
* (ومن يسلم وجهه إلى الله) * يقول: من يخلص دينه لله، كقوله تعالى: * (ولكل وجهة) * [البقرة: 148]، يعني لكل أهل دين، ثم قال: * (وهو محسن) * في عمله * (فقد استمسك) * يقول: فقد أخذ * (بالعروة الوثقى) * التي لا انفصام لها، لانقطاع لها * (وإلى الله عقبة الأمور) * [آية: 22] يعني مصير أمور العباد إلى الله عز وجل في الآخرة، فيجزيهم بأعمالهم.
* (ومن كفر فلا يحزنك كفره) * وذلك أن كفار مكة، قالوا: في حم عسق:
* (افترى على الله كذبا) * [الشورى: 24]، يعنون النبي صلى الله عليه وسلم حين يزعم أن القرآن جاء
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»