تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ١١
أموالكم، فسكتوا ولم يجيبوا النبي صلى الله عليه وسلم.
إلا شريكا هو لك تملكه ما ملك، يعنون الملائكة، قال: فكما لا تخافون أن يرثكم عبيدكم، فكذلك ليس لله عز وجل شريك، * (كذلك نفصل الأيت) * يعني هكذا نبين الآيات * (لقوم يعقلون) * [آية: 28] عن الله عز وجل الأمثل، فيوحدونه، ثم ذكرهم فقال سبحانه:
* (بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم) * يعلمونه بان معه شريكا * (فمن يهدي من أضل الله) * يقول: فمن يهدى إلى توحيد الله من قد أضله الله عز وجل عنه، * (وما لهم من نصرين) * [آية: 29] يعني مانعين من الله عز وجل.
تفسير سورة الروم من الآية (20) إلى الآية (26).
ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن لم يوحد كفار مكة ربهم، فوحد أنت ربك يا محمد، * (فأقم وجهك للذين) * يعني فأخلص دينك الإسلام لله عز وجل * (حنيفا) * يعني مخلصا * (فطرت الله التي فطر الناس عليها) * يعني ملة الإسلام التوحيد الذي خلقهم عليه، ثم أخذ الميثاق من بني آدم من ظهورهم ذريتهم، وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟
قالوا: بلى ربنا، وأقروا له بالربوبية والمعرفة له تبارك وتعالى، ثم قال سبحانه: * (لا تبديل لخلق الله) * يقول: لا تحويل لدين الله عز وجل الإسلام * (ذلك الدين القيم) * يعني التوحيد وهو الدين المستقيم، * (ولكن أكثر الناس) * يعني كفار مكة * (لا يعلمون) * [آية: 30] توحيد الله عز وجل.
ثم أمرهم بالإنابة من الكفر وأمرهم بالصلاة، فقال عز وجل: * (منيبين إليه) * يقول: راجعين إليه من الكفر إلى التوحيد لله تعالى ذكره، * (واتقوه) * يعني
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»