تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٢٧
* (الله الذي خلق السماوات والأرض) * يدل على نفسه عز وجل بصنعه * (وما بينهما) * يعني السحاب والرياح والجبال والشمس والقمر والنجوم * (في ستة أيام ثم استوى على العرش) * قبل خلق السماوات والأرض وقبل كل شيء * (ما لكم من دونه من ولي) * يعني من قريب ينفعكم في الآخرة، يعني كفار مكة * (ولا شفيع) * من الملائكة * (أفلا تتذكرون) * [آية: 4] فيما ذكر الله عز وجل من صنعه فتوحدونه.
ثم قال عز وجل: * (يدبر الأمر) * يقول: يفصل القضاء وحده * (من السماء إلى الأرض) * فينزل به جبريل صلى الله عليه، * (ثم يعرج) * يقول: ثم يصعد الملك * (إليه في يوم) * واحد من أيام الدنيا * (كان مقداره) * أي مقدار ذلك اليوم * (ألف سنة مما تعدون) * [آية: 5] أنتم لأن ما بين السماء والأرض مسيرة خمس مائة عام، فذلك مسيرة ألف سنة كل ذلك في يوم من أيام الدنيا.
* (ذلك) * يعني الذي ذكر من هذه الأشياء * (علم الغيب والشهدة العزيز) * في ملكه * (الرحيم) * [آية: 6] بخلقه مثلها في يس: * (ذلك تقدير العزيز العليم) * [الأنعام: 96]، ثم قال لنفسه عز وجل: * (الذي أحسن كل شيء خلقه) * يعني علم كيف يخلق الأشياء من غير أن يعلمه أحد، * (وبدأ خلق الإنسن) * يعني آدم، عليه السلام، * (من طين) * [آية: 7] كان أوله طينا، فلما نفخ فيه الروح صار لحما ودما.
* (ثم جعل نسله) * يعني ذرية آدم، عليه السلام، * (من سللة) * يعني النطفة التي نسل من الإنسان * (من ماء مهين) * [آية: 8] يعني بالماء النطفة، ويعني بالمهين الضعيف، ثم رجع إلى آدم في التقديم، فقال تعالى: * (ثم سواه) * يعني ثم سوى خلقه * (ونفخ فيه من روحه) *، ثم رجع إلى ذرية آدم، عليه السلام، فقال سبحانه: * (وجعل لكم) * يعني ذرية آدم، عليه السلام، بعد النطفة * (السمع والأبصر والأفئدة قليلا ما تشكرون) * [آية: 9] يعني بالقليل أنهم لا يشكرون رب هذه النعم في حسن خلقهم فيوحدونه، تقول العرب: إنك لقليل الفهم، يعني لا يفهم ولا يفقه.
تفسير سورة السجدة من الآية (10) إلى الآية (14).
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»