تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٢١
شريكا * (فلا تطعهما) * في الشرك * (وصاحبهما في الدنيا معروفا) * يعني بإحسان، ثم قال لسعد، رضي الله عنه: * (واتبع سبيل من أناب إلي) * يعني دين من أقل إلى، يعني النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: * (ثم إلي مرجعكم) * في الآخرة * (فأنبئكم بما كنتم تعملون) * [آية: 15] وقال ابن لقمان أنعم لأبيه: يا أبت، إن عملت بالخطيئة حيث لا يراني أحد كيف يعلمه الله، عز وجل، فرد عليه لقمان، عليه السلام.
* (يا بني إنها إن تك مثقال حبة) * يعني وزن ذرة * (من خردل فتكن في صخرة) * التي في الأرض السفلى، وهي خضراء مجوفة لها ثلاث شعب على لون السماء، * (أو) * تكن الحبة * (في السماوات) * السبع * (أو في الأرض يأت بها الله) * يعني بتلك الحبة * (إن الله لطيف) * باستخراجها * (خبير) * [آية: 16] بمكانها.
* (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف) * يعني بالتوحيد * (وانه عن المنكر) * يعني الشر الذي لا يعرف * (واصبر على ما أصابك) * فيهما من الأذى * (إن ذلك من عزم الأمور) * [آية: 17] يقول: إن ذلك الصبر على الأذى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من حق الأمور التي أمر الله عز وجل بها، وعزم عليها.
* (و) * قال لقمان لابنه: * (ولا تصعر خدك للناس) * يقول: لا تعرض وجهك عن فقراء الناس إذا كلموك فخرا بالخيلاء والعظمة، * (ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور) * [آية: 18] يعني عز وجل كل بطر مرح فخور في نعم الله تعالى لا يأخذها بالشكر.
* (واقصد في مشيك) * لا تختل في مشيك، ولا تبطر حيث لا يحل، * (واغضض) * يعني واخفض * (من صوتك) * يعني من كلامك بأمر لقمان ابنه بالاقتصاد في المشي، والمنطق، ثم ضرب للصوت الرفيع، مثلا، فقال عز وجل: * (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) * [آية: 19] يعني أقبح الأصوات لصوت الحمير، لشدة صوتهن تقول العرب: هذا أصوات الحمير، وهذا صوت الحمير، وتقول: هذا صوت الدجاج، وهذا أصوات الدجاج، وتقول: هذا صوت النساء، وأصوات النساء.
تفسير سورة لقمان من الآية (10) إلى الآية (21).
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»