تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٢٣
من الله عز وجل، فشق على النبي صلى الله عليه وسلم قولهم وأحزنه، فأنزل الله عز وجل: ' * (ومن كفر) * بالقرآن * (فلا يحزنك كفره) * * (إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا) * من المعاصي * (إن الله عليم بذات الصدور) * [آية: 23] يقول: إن الله عز وجل عالم بما في قلب محمد صلى الله عليه وسلم من الحزن بما قالوا له، ثم أخبر عز وجل عنهم، فقال: * (نمتعهم قليلا) * في الدنيا إلى آجالهم * (ثم نضطرهم) * نصيرهم * (إلى عذاب غليظ) * [آية: 24] يعني شديد لا يفتر عنهم.
* (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل) * يعني ولكن * (أكثرهم لا يعلمون) * [آية: 25] بتوحيد الله عز وجل، ثم عظم نفسه عز وجل، فقال: * (لله ما في السماوات والأرض) * من الخلق، عبيده، وفي ملكه، * (إن الله هو الغني) * عن عباده خلقه * (الحميد) * [آية: 26] عند خلقه في سلطانه.
تفسير سورة لقمان من الآية (27) إلى الآية (28).
* (ولو أنما في الأرض من شجرة أقلم والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله) * يعني علم الله، يقول: لو أن كل شجرة ذات ساق على وجه الأرض بريت أقلاما، وكانت البحور السبعة مدادا، فكتب بتلك الأقلام، وجميع خلق الله عز وجل يكتبون من البحور السبعة، فكتبوا علم الله تعالى وعجائبه، لنفدت تلك الأقلام وتلك البحور، ولم ينفد علم الله وكلماته ولا عجائبه، لنفدت تلك الأقلام وتلك البحور، ولم ينفد علم الله وكلماته ولا عجائبه، * (أن الله عزيز) * في ملكه * (حكيم) * [آية: 27] في أمره يخبر الناس أن أحدا لا يدرك علمه.
* (ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة) * نزلت في أبي بن خلف، وأبي الأشدين واسمه أسيد بن كلدة، ومنبه ونبيه ابني الحجاج بن السباق بن حذيفة السهمي، كلهم من قريش، وذلك أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن الله خلقنا أطوارا، نطفة، علقة، مضغة، عظاما، لحما، ثم تزعم أنا نبعث خلقا جديدا جميعا في ساعة واحدة، فقال الله عز وجل: * (ما خلقكم) * أيها الناس جميعا على الله سبحانه في القدرة، إلا كخلق نفس واحدة، * (ولا بعثكم) * جميعا على الله تعالى، إلا كبعث نفس واحدة * (أن الله سميع بصير) * [آية:
28] لما قالوا من الخلق والبعث.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»