تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٣٨٤
لكم أن لكم لما تحكمون به.
قوله تعالى: " سلهم أيهم بذلك زعيم " إعراض عن خطابهم والتفات إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتوجيه الخطاب لسقوطهم عن درجة استحقاق الخطاب ولذلك أورد بقية السؤالات وهي مسائل أربع في سياق الغيبة أولها قوله: " سلهم أيهم بذلك زعيم " والزعيم القائم بالامر المتصدي له، والاستفهام إنكاري.
والمعنى: سل المشركين أيهم قائم بأمر التسوية الذي يدعونه أي إذا ثبت ان الله لا يسوي بين الفريقين لعدم دليل يدل عليه فهل الذي يقوم بهذا الامر ويتصداه هو منهم؟
فأيهم هو؟ ومن الواضح بطلانه لا يتفوه به إلا مصاب في عقله.
قوله تعالى: " أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين " رد لهم على تقدير أن يكون حكمهم بالتساوي مبنيا على دعواهم أن لهم آلهة يشاركون الله سبحانه في الربوبية سيشفعون لهم عند الله فيجعلهم كالمسلمين والاستفهام إنكاري يفيد نفي الشركاء.
وقوله: " فليأتوا بشركائهم " الخ، كناية عن انتفاء الشركاء يفيد تأكيد ما في قوله:
" أم لهم شركاء " من النفي.
وقيل: المراد بالشركاء شركاؤهم في هذا القول، والمعنى: أم لهم شركاء يشاركونهم في هذا القول ويذهبون مذهبهم فليأتوا بهم إن كانوا صادقين.
وأنت خبير بأن هذا المعنى لا يقطع الخصام.
وقيل: المراد بالشركاء الشهداء والمعنى: أم لهم شهداء على هذا القول فليأتوا بهم إن كانوا صادقين.
وهو تفسير بما لا دليل عليه من جهة اللفظ. على أنه مستدرك لان هؤلاء الشهداء شهداء على كتاب من عند الله أو وعد بعهد ويمين وقد رد كلا الاحتمالين فيما تقدم.
وقيل: المراد بالشركاء شركاء الألوهية على ما يزعمون لكن المعني من إتيانهم بهم إتيانهم بهم يوم القيامة ليشهدوا لهم أو ليشفعوا لهم عند الله سبحانه.
وأنت خبير بأن هذا المعنى أيضا لا يقطع الخصام.
قوله تعالى: " يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون - إلى قوله - وهم سالمون " يوم ظرف متعلق بمحذوف كاذكر ونحوه، والكشف عن الساق تمثيل في اشتداد الامر اشتدادا بالغا لما أنهم كانوا يشمرون عن سوقهم إذا اشتد الامر
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»
الفهرست