تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٢٦١
وتلبية الحواريين حيث تفرق الناس إلى طائفة مؤمنة وأخرى كافرة فأيد الله المؤمنين على عدوهم وهم الكفار فأصبحوا ظاهرين بعد ما كانوا مستخفين مضطهدين.
وفيه تلويح إلى أن أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجري فيهم ما جرى في أمة عيسى عليه السلام تؤمن منهم طائفة وتكفر طائفة فإن أجاب المؤمنون استنصاره - وقد قام هو تعالى مقامه في الاستنصار إعظاما لامره وإعزازا له - أيدهم الله على عدوهم فيصبحون ظاهرين كما ظهر أنصار عيسى والمؤمنون به.
وقد أشار تعالى إلى هذه القصة في آخر قصص عيسى عليه السلام من سورة آل عمران حيث قال: " فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله " آل عمران: 52، إلى تمام ست آيات، وبالتدبر فيها يتضح معنى الآية المبحوث عنها.
(بحث روائي) في فسير القمي في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم " فقالوا: لو نعلم ما هي لنبذلن فيه الأموال والأنفس والأولاد، فقال الله: " تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم - إلى قوله - ذلك الفوز العظيم.
أقول: وهذا المعنى مروي من طرق أهل السنة أيضا.
وفيه في قوله تعالى: " وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب " يعني في الدنيا بفتح القائم عليه السلام، وأيضا قال: فتح مكة.
وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث: ولم يخل أرضه من عالم بما يحتاج الخليقة إليه ومتعلم على سبيل نجاة أولئك هم الأقلون عددا، وقد بين الله ذلك من أمم الأنبياء، وجعلهم مثلا لمن تأخر مثل قوله في حواريي عيسى حيث قال لسائر بني إسرائيل:
" من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون " يعني مسلمون لأهل الفضل فضلهم ولا يستكبرون عن أمر ربهم فما أجابه منهم إلا الحواريون.
أقول: الرواية وإن وردت في تفسير آية آل عمران لكنها مفيدة فيما نحن فيه.
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست