تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٢٤٠
وفى تفسير القمي في قوله تعالى: (ألم تر أن الفلك تجرى في البحر بنعمة الله) قال: السفن تجرى في البحر بقدرة الله.
وفيه في قوله: (ان في ذلك لايات لكل صبار شكور) قال: الذي يصبر على الفقر والفاقة ويشكر الله عز وجل على جميع أحواله.
وفى المجمع في الآية وفى الحديث: الايمان نصفان: نصف صبر ونصف شكر.
أقول: وهو مأخوذ من الآية فقد مر أنه كناية عن المؤمن.
وفى تفسير القمي في قوله تعالى: (الا كل ختار كفور) قال: الختار الخداع وفى قوله: (ان وعد الله حق) قال: ذلك القيامة.
وفى ارشاد المفيد من كلام أمير المؤمنين عليه السلام لرجل سمعه يذم الدنيا من غير معرفة بما يجب أن يقول في معناها: الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها، مسجد أنبياء الله ومهبط وحيه، ومصلى ملائكته ومتجر أوليائه، اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة فمن ذا يذمها؟ وقد آذنت ببينها، ونادت بفراقها، ونعت نفسها، فشوقت بسرورها إلى السرور، وحذرت ببلائها البلاء تخويفا وتحذيرا وترغيبا وترهيبا.
فيا أيها الذام للدنيا والمغتر بتغريرها متى غرتك؟ أبمصارع آبائك في البلى أم بمصارع أمهاتك تحت الثرى؟ كم عللت بكفيك ومرضت بيديك تبتغى لهم الشفاء واستوصفت لهم الأطباء، وتلتمس لهم الدواء، لم تنفعهم بطلبك ولم تشفعهم بشفاعتك مثلت بهم الدنيا مصرعك ومضجعك حيث لا ينفعك بكاؤك ولا تغني عنك أحباؤك.
وفى الخصال عن أبي أسامة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: ألا أخبركم بخمسة لم يطلع الله عليها أحدا من خلقه؟ قال: قلت: بلى. قال: (ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأي أرض تموت ان الله عليم خبير).
أقول: هناك روايات كثيرة جدا عن النبي والأئمة عليهم السلام تخبر عن مستقبل حالهم وعن زمان موتهم ومكانه وهي تقيد هذه الرواية وما في معناها من الروايات بالتعليم الإلهي لكن بعض الروايات يأبى التقييد ولا يعبأ بأمرها.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست