فجاءهم ودعاهم فضربوه وقتلوه ثانيا ثم أحياه الله ورفعه إلى السماء الدنيا ثم أنزله إلى الأرض وآتاه من كل شئ سببا.
وفي بعضها (1) أنه نبت له بعد الاحياء الثاني قرنان في موضعي الشجتين وسخر الله له النور والظلمة ثم لما نزل إلى الأرض سار فيها ودعا إلى الله وكان يزأر كالاسد ويبرق ويرعد قرناه وإذا استكبر عن دعوته قوم سلط عليهم الظلمة فأعيتهم حتى اضطروا إلى إجابتها.
وفي بعضها (2) أنه كان له قرنان في رأسه وكان يتعم عليهما يواريهما بذلك وهو أول من تعمم وقد كان يخفيهما عن الناس ولم يكن يطلع على ذلك أحد إلا كاتبه وقد نهاه أن يخبر به أحدا فضاق صدر الكاتب بذلك فأتى الصحراء فوضع فمه بالأرض ثم نادى ألا إن للملك قرنين فأنبت الله من كلمته قصبتين فمر بهما راع فأعجبهما فقطعهما واتخذهما مزمارا فكان إذا زمر خرج من القصبتين: ألا إن للملك قرنين فانتشر ذلك في المدينة فأرسل إلى الكاتب واستنطقه وهدده بالقتل إن لم يصدق فقص عليه القصة فقال ذو القرنين هذا أمر أراد الله أن يبديه فوضع العمامة عن رأسه.
وقيل: (3) سمى ذا القرنين لأنه ملك قرني الأرض وهما المشرق والمغرب وقيل: (4) " لأنه رأي في المنام أنه أخذ بقرني الشمس فعبر له بملك الشرق والغرب وسمى بذي القرنين، وقيل: (5) لأنه كان له عقيصتان في رأسه وقيل (6) لأنه ملك الروم وفارس، وقيل (7): لأنه كان له في رأسه شبه قرنين وقيل (8) لأنه كان على تاجه