ويشهد به أيضا تبديل إيتاء الكتاب بالشمال أو من وراء الظهر كما وقع في غير هذا الموضع من قوله " ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى " الخ.
والمعنى - بإعانة من السياق - فيتفرقون حينئذ فريقين فالذين أعطوا صحيفة أعمالهم بأيمانهم فأولئك يقرؤن كتابهم فرحين مستبشرين مسرورين بالسعادة ولا يظلمون مقدار فتيل بل يوفون أجورهم تامة كاملة.
قوله تعالى: " ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " المقابلة بين قوليه: " في هذه " و " في الآخرة " دليل على أن الإشارة بهذه إلى الدنيا كما أن كون الآية مسوقة لبيان التطابق بين الحياة الدنيا والآخرة دليل على أن المراد بعمى الآخرة عمى البصيرة كما أن المراد بعمى الدنيا ذلك قال تعالى: " إنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " ويؤيد ذلك أيضا تعقيب عمى الآخرة بقوله " وأضل سبيلا ". و المعني: ومن كان في هذه الحياة الدنيا لا يعرف الإمام الحق ولا يسلك سبيل الحق فهو في الحياة الآخرة لا يجد السعادة والفلاح ولا يهتدي إلى المغفرة والرحمة.
وبما تقدم يتبين ما في قول بعضهم: إن الإشارة بقوله: " في هذه إلى النعم المذكورة والمعنى ومن كان في هذه النعم التي رزقها أعمى لا يعرفها ولا يشكر الله على ما أنعمها فهو في الآخرة أعمى.
وكذا ما ذكره بعضهم أن المراد بعمي الدنيا عمى البصيرة وبعمي الآخرة عمى البصر، وقد تقدم وجه الفساد على أن عمى البصر في الآخرة ربما رجع إلى عمى البصيرة لقوله تعالى: " يوم تبلى ".
السرائر وظاهر بعض المفسرين أن الأعمى الثاني في الآية تفيد معنى التفضيل حيث فسره أنه في الآخرة أشد عمى وأضل سبيلا والسياق يساعده على ذلك.
بحث روائي في أمالي الشيخ بإسناده عن زيد بن علي عن أبيه عليه السلام في قوله: " ولقد كرمنا