النقل وأرباب السير من الشيعة وأهل السنة وهى على كثرتها متدافعة مضطربه لا يسع نقدها واستخراج الصافي منها مجال هذا الكتاب وللدلالة على اجمال القصة فيما أوردناه كفايه وهو كالمتفق عليه بين اخبار الفريقين.
وفي الدر المنثور اخرج خيثمة بن سليمان الطرابلسي في فضائل الصحابة وابن عساكر عن علي بن أبي طالب قال: ان الله ذم الناس كلهم ومدح أبا بكر فقال - الا تنصروه فقد نصره الله - إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار - إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا بيان أقول نقد البحث في مضامين الآيات الحافة بالقصة وما ينضم إليها من النقل الصحيح يوجب سوء الظن بهذه الرواية فان الآيات التي تذم المؤمنين أو الناس كلهم كما في الرواية واليها تشير آية الغار بما فيها من قوله الا تنصروه هي قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض الآية والنقل القطعي يدل على أن التثاقل المذكور لم يكن من عامه المؤمنين وجميعهم وان كثيرا منهم سارع إلى اجابه الرسول ص فيما أمر به من النفر وانما تثاقل جماعه من الناس من مؤمن و منافق. فخطاب يا أيها الذين آمنوا الشامل لجميع المؤمنين والذم المتعقب له انما هو من خطاب الجماعة بشأن بعضهم كخطاب اليهود بقوله فلم تقتلون أنبياء الله: البقرة - 91 وغيره وهو كثير في القرآن غير أن ديدن القرآن في مثل هذه الموارد ان لا يضيع حق الصالحين ولا اجر المحسنين أعني الأقلين الذين تعمهم أمثال هذه الخطابات العامة بالذم والتوبيخ فيتدارك أمرهم و يستثنيهم ويذكرهم بالجميل كما فعل ذلك فيما سيأتي في هذه السورة من الآيات المادحة للمؤمنين الشاكرة لجميل مساعيهم بقوله والمؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض الآية وغيره. وإذا كانت الآيات وقد نزلت في غزوه تبوك تعم المؤمنين جميعا المسارعين في الخروج والمتثاقلين فيه من غير استثناء فهى تشمل عامه الصحابة والمؤمنين وفيهم أبو بكر نفسه غير أنه تعالى تدارك ما لحق بالمسارعين في الطاعة والإجابة منهم في آيات تاليه و شكر سعيهم. فلو كان قوله في الآية الا تنصروه وهو يشير إلى ما تقدم من حديث