على قتال المؤمنين والتجسس وغير ذلك حتى جاء الحق وهو الحق الذي يجب ان يتبع وظهر أمر الله وهو الذي يريده من الدين وهم كارهون لجميع ذلك. و الآية تستشهد على الآية السابقة بذكر الأمثال كما يستدل على الامر بمثله و توجيه الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصه بعد عمومه في الآية السابقة لاختصاص الامر فيه بالنبي ص أعني تقليب الأمور عليه بخلاف ما في الآية السابقة من خروجهم في الناس.
(بحث روائي) في الدر المنثور: في قوله تعالى الا تنصروه فقد نصره الله الآية: اخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الليل لحق بغار ثور - قال وتبعه أبو بكر - فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حسه خلفه - خاف ان يكون الطلب فلما رأى ذلك أبو بكر تنحنح - فلما سمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عرفه - فقام له حتى تبعه فاتيا الغار -. فأصبحت قريش في طلبه فبعثوا إلى رجل من قافه بنى مدلج - فتبع الأثر حتى انتهى إلى الغار - وعلى بابه شجره فبال في أصلها القائف - ثم قال ما جاز صاحبكم الذي تطلبون هذا المكان - قال فعند ذلك حزن أبو بكر - فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تحزن ان الله معنا -. قال فمكث هو وأبو بكر في الغار ثلاثة أيام - يختلف إليهم بالطعام عامر بن فهيرة وعلى يجهزهم - فاشتروا ثلاثة أباعر من ابل البحرين - واستاجر لهم دليلا فلما كان بعض الليل من الليلة الثالثة - اتاهم على بالإبل والدليل فركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم راحلته - وركب أبو بكر أخرى فتوجهوا نحو المدينة - وقد بعثت قريش في طلبه وفيه اخرج ابن سعد عن ابن عباس وعلى وعائشة بنت أبى بكر وعائشة بنت قدامه وسراقه بن جعشم دخل حديث بعضهم في بعض قالوا ": خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و القوم جلوس على بابه - فاخذ حفنة من البطحاء فجعل يذرها على رؤوسهم - ويتلو يس والقرآن الحكيم الآيات ومضى -. فقال لهم قائل ما تنتظرون قالوا محمدا - قال قد والله مر بكم قالوا -