يشير إليه قوله: (فأنزل الله سكينته) الآية، فإن ذلك أمور محدودة غير جارية.
قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا) قال في المجمع: كل مستقذر نجس يقال: رجل نجس وامرأة نجس وقوم نجس لأنه مصدر، وإذا استعملت هذه اللفظة مع الرجس قيل: رجس نجس - بكسر النون - قال: والعيلة الفقر يقال عال يعيل إذا افتقر. انتهى.
والنهى عن دخول المشركين المسجد الحرام بحسب المتفاهم العرفي يفيد أمر المؤمنين بمنعهم عن دخول المسجد الحرام، وفي تعليله تعالى منع دخولهم المسجد بكونهم نجسا اعتبار نوع من القذارة لهم كاعتبار نوع من الطهارة والنزاهة للمسجد الحرام، وهى كيف كانت أمر آخر وراء الحكم باجتناب ملاقاتهم بالرطوبة وغير ذلك.
والمراد بقوله: (عامهم هذا) سنة تسع من الهجرة، وهى السنة التي أذن فيها علي عليه السلام بالبراءة، ومنع طواف البيت عريانا، وحج المشركين البيت.
وقوله: (وإن خفتم عيلة) الآية، أي وإن خفتم في إجراء هذا الحكم أن ينقطعوا عن الحج، ويتعطل أسواقكم وتذهب تجارتكم فتفتقروا وتعيلوا فلا تخافوا فسوف يغنيكم الله من فضله، ويؤمنكم من الفقر الذي تخافونه.
وهذا وعد حسن منه تعالى فيه تطييب نفوس أهل مكة ومن كان له تجارة هناك بالموسم، وكان حاضر العالم الاسلامي يبشرهم يومئذ بمضمون هذا الوعد فقد كان الاسلام تعلو كلمته، وينتشر صيته حالا بعد حال، وكانت عامة المشركين في عتبة الاستئصال بعد إيذان براءة لم يبق لهم إلا أربعة أشهر إلا شرذمة قليلة من العرب كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم عاهدهم عند المسجد الحرام إلى أجل ما بعده من مهل فالجميع كانوا في معرض قبول الاسلام.
(بحث روائي) في الكافي عن علي بن إبراهيم عن بعض أصحابه ذكره قال: لما سم المتوكل نذر إن عوفي ان يتصدق بمال كثير فلما عوفي سأل الفقهاء عن حد المال الكثير فاختلفوا عليه فقال بعضهم: مائة الف، وقال بعضهم: عشرة آلاف فقالوا فيه أقاويل مختلفة فاشتبه عليه الامر.
فقال رجل من ندمائه يقال له صفوان: ألا تبعث إلى هذا الأسود فاسأله عنه؟