القرآن في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٠١
بعده) إلى أن يقول ﴿رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل﴾ (1).
الآية الأولى تصرح بأن لا يمكن حل الاختلافات الا من طريق الوحي والنبوة، والآية الثانية تعتبر الوحي والنبوة الدليل الوحيد لاتمام الحجة على العباد. ولازم هاتين الآيتين أن العقل لا يكفي لأن يكون دليلا للهداية واتمام الحجة. بمعنى أن الأنبياء لو لم يبعثوا ولم يبلغوا الأحكام الإلهية، لم يكن مجرد أن الناس عقلاء يدركون قبح الظلم والفساد موجبا للعقاب في العالم الآخر بدون بعث الأنبياء وبيان الأحكام الإلهية.
ز - اشكال وجواب:
الاشكال: انكم جردتم العقل عن قابلية وضع القوانين والارشاد إلى السعادة النوعية بحجة أنه لا يمكنه منع الناس عن المخالفات التي تصدر منهم، وسلمتم القياد إلى الوحي والنبوة لوضع الدستور الصالح الذي يتكفل اسعاد البشرية. ولكن نرى أن قوانين الوحي أيضا لا تتمكن من السيطرة التامة على الانسان وضبطه، بل نرى أنه يبتعد عن الأديان والشرائع أكثر مما يبتعد عن القوانين الوضعية؟!.
الجواب: إراءة الطريق والهداية إلى السعادة شئ ومتابعة

(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»