القرآن في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٠٦
وقال: ﴿ان كل نفس لما عليها حافظ﴾ (١).
وقال: ﴿كل نفس بما كسبت رهينة﴾ (٢).
ح - لا يتسرب الخطأ إلى الوحي:
لقد سبق أن من سنن الكون تعليم برامج الحياة الاجتماعية من طريق الوحي، وتبين أيضا أن الخلقة لا تخطأ في أعمالها فالمواد الدينية السماوية التي علم الانسان بها من طريق الوحي لا يتسرب إليها الخطأ على طول الخط. قال تعالى: ﴿عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * الا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا * ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شئ عددا﴾ (3).
من هنا نعرف أن الأنبياء رسل الله يجب أن يكونوا معصومين أي لا يخطأون في تلقي الوحي من العالم العلوي وفي ابقاء ما تعلموه وفي تبليغ ما تعلموه. لأنهم عليهم السلام الواسطة في الهداية العامة التي يسير الخلق إليها بطبيعة خلقتهم، فلو أخطأوا في التلقي أو الابقاء أو التبليغ أو خانوا لوسائس شيطانية أو نفسية أو أذنبوا ذنبا ما، فيكون نتيجة كل هذا الخطأ في سنة الكون الدالة على الهداية العامة، وهذا لا يكون ابدا. قال تعالى: (وعلى الله

(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»