القرآن في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٤١
القرآنية في المباحث الكلامية والخصام العقائدي يعني هذا المعنى بالذات، كما أن حمل الآية على خلاف ظاهر معناها بدليل يسمونه التأويل موضوع دائر على الألسن مع أنه لا يخلو من تناقض (1).
هذا القول مع شهرته العظيمة ليس بصحيح، ولا ينطبق على الآيات القرآنية، لأنه:
أولا - الآيتان المنقولتان في الفصل السابق (هل ينظرون الا تأويله) و (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) ظاهرتان أن كل في الآيات لها تأويل ولا يختص ذلك بالآيات المتشابهة كما يبدو من هذا القول.
وثانيا - لازم هذا القول وجود آيات في القرآن يشتبه الناس في فهم مدلولها الحقيقي ولا يعلمه الا الله تعالى. ومثل هذا الكلام الذي لا يدل على مدلوله لا يعد كلاما بليغا فكيف بتحديه للبلغاء في بلاغته.
وثالثا - بناء على هذا القول لا تتم حجية القرآن الكريم، لأنه حسب احتجاج الآية الكريمة (افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)، احدى الدلائل على أن القرآن ليس من كلام البشر عدم وجود اختلاف معنوي ومدلولي بين الآيات - مع بعد أزمان نزولها وتباين ظروف

(1) لأن تأويل الآية مع الاعتراف بأن التأويل لا يحيط بعلمه الا الله تعالى عمل مناقض، ولكن هؤلاء ذكروا ذلك بعنوان أنه احتمال في الآية.
(٤١)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (4)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 43 44 45 46 47 ... » »»