القرآن في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٣٠
٣ بالرغم مما نجده في الأديان من حرمان العامة من كثير من المزايا الدينية، كحرمان المرأة في البرهمية واليهودية والمسيحية وحرمان غير رجال الدين من ثقافة الكتاب المقدس في الوثنية والمسيحية.. بالرغم من كل ذلك فان أبواب الدين الاسلامي لم تغلق في وجه أحد، فان المزايا الدينية فيه للجميع وليست ملكا لفئة خاصة، فلا فرق بين العامة والخاصة والرجل والمرأة والأبيض والأسود، كلهم مساوون في نظر الاسلام وليس لأحد ميزة على أحد.
قال تعالى: ﴿اني لا أضيع عمل عامل منكم ومن ذكر أو أنثى بعضكم من بعض﴾ (١).
وقال عز من قائل: ﴿يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ (2).
* * * بعد تقديم هذه المقدمات الثلاث نقول: ان القرآن الكريم ينظر في تعاليمه القيمة إلى الانسانية بما أنها انسانية، ونعني أنه يوسع تعاليمه على الانسان باعتباره قابلا للتربية والسير في مدارج الكمال.
ونظرا إلى أن الأفهام والعقول تختلف في ادراك المعنويات

(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»