والمسكن للمواليد هذا بحسب الظاهر والتفسير واما بحسب الباطن والتأويل فالأرضون السبع هي السماوات السبع المادية لان عالم المادة كله ارضى واما العناصر التي في جوف فلك القمر فلا يعباء بها وكلها بما هي أجسام وجسمانيات بمنزلة الديدان أو حجر المثانة ولذا القدماء كانوا يطلقون العالم ويريدون به السماء لاغير والسماوات السبع هي العوالم الطولية يا من يسبح الرعد بحمده سنذكر تسبيح الجمادات والنباتات وغيرها انشاء الله تعالى والرعد صوت يسمع من السحاب وسببه تمزق السحاب عند تغلقل الادخثه المحتبسة فيه وقيل سببه اصطكاك اجزاء السحاب إذا ساقتها الريح يا من لا يعتدى على أهل مملكته أي لا يظلم عليهم كيف وهو اعدل العادلين وضع كل شئ في موضعه واعطى كل ذي حق حقه فكلما استدعى عنيه الثابت وسئل بلسان استعداده وصل إليه فواحدا أعطاه المملكة وواحدا أعطاه الراحة والصحة وواحدا أعطاه العلم والمعرفة والآثار التي تترتب على الحديد لا تترتب على الذهب وبالعكس والتقويم في الألف مطلوب والتعويج في الدال مرغوب جهان چون خط وخال وچشم وابروست كه هر چيزى بجاى خويش نيكوست * اكر نيك وبدى بيني مزن دم * كه هم إبليس ميبايد هم آدم فالسؤال بأنه لم اعطى الألف الاستقامة والدال الانحناء باطل من أصله لان الاستقامة ذاتية للألف وبدونها لا يبقى الألف ألفا وأنت فرضتها ألفا بدون الاستقامة وكذا الأنحاء ذاتي للدال وبدونه لا يبقى الدال والا وأنت فرضتها والا بدونه وان جعلت الشئ العام ما يعطى له الاستقامة أو الانحناء فهذا من باب خلط الذهن والخارج لأنه في الذهن فقط وليس في الخارج شيئا خاصا حتى نرى ان أي شئ يليق به من الاستقامة والانحناء وكذا إذا قيل لم جعل شئ من الأشياء ألفا وشئ والا ففرض السائل شيئين متماثلين والحال انه لم يكن شئ ولم يكن ألفا ثم جعل ألفا ولا شئ ولم يكن دالا ثم جعل دالا والحاصل ان الذاتي غير معلل والجعل المركب في الذاتيات باطل وفى العرضيات وإن كان جايزا لكن كل العرضيات ذاتي بالنسبة إلى الهوية وإن كان عرضيا للماهية النوعية فبعد تعيين الموضوع ينقطع السؤال والحاصل ان كل شئ يظهر في الوجود على طبق ما كمن في عينه الثابت كما هو طريقة العرفاء الشامخون قال صدر المتألهين س ان الله عز وجل لا يولى أحدا الا ما تولاه طبعا وإرادة وهذا عدل منه ورحمة وقد ورد ان الله تعالى خلق كلهم في ظلمة ثم قال لهم ليتخير كل منكم لنفسه صورة اخلقه عليها وهو قوله تعالى خلقناكم ثم صورناكم فمنهم من قال رب اخلقني قبيحا ابعد ما يكون في التناسب واوغله في التنافر
(٥٤)