شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٤٣
اللازمة بالعرض واما الناقص بوجه فهو محبوب لذاته لاشتماله على ضرب من الوجود ومريد لما يكمل ذاته بالذات ولما يتبع ذاته بالعرض فثبت ان هذا المسمى بالإرادة أو المحبة أو العشق أو الميل أو غير ذلك سار كالوجود في جميع الأشياء لكن ربما لا يسمى في بعضها بهذا الاسم لجريان العادة والاصطلاح على غيره أو الخفاء معناه عند الجمهور كما أن الصور الجرمية عندنا إحدى مراتب العلم ولكن لا يسمى بالعلم والا صورة مجردة عن ممازجة الاعدام والظلمات هذا كلامه بأدنى اختصار فظهر ان الوجود عين الإرادة فكيف لا يكون الإرادة في ذات من هو عين الوجود وينحم مادة الشبهة بتحقيق مسألة الخير والشر والفحص عما دخل فيهما بالذات وعما نسب إليهما بالعرض وعسى ان نتكلم فيها ان ساعدنا التوفيق ثم الاحتجاج منقوض بالعلم والقدرة إذ العلم يتعلق بكل شئ حتى الممتنعات والقدرة لا تتعلق بها كما قال المتكلمون ان معلومات الله أكثر من مقدوراته وقال السيد المحقق الداماد س في دفع هذه الشبهة كون الإرادة الحقة الإلهية غير متعلقة بالشرور بالذات لا يصادم كون إرادة الخير عين العلم الذي هو بعينه مرتبة الذات الحقة الأحدية فإرادة الخير وزانها بالإضافة إلى صفة العلم وزان السمع والبصر من صفات الذات وهما عين الذات الحقة الواجبة التي هي بعينها العلم التام المحيط بكل شئ ثم السمع سمع لكل مسموع لا لكل شئ والبصر بصر بالقياس إلى كل مبصر لا بالنسبة إلى كل شئ فكذلك الإرادة الحقة فذاته سبحانه علم بكل شئ ممكن وإرادة لكل خير ممكن وسمع بالنسبة إلى كل شئ مسموع وبصر بالقياس إلى كل شئ مبصر وقدرة بالقياس إلى كل شئ مقدور عليه والشرور الواقعة في نظام الوجود سواء عليها أكانت في هذه النشأة الأولى أم في تلك النشأة الآخرة ليست هي مرادة بالذات بل ومقيسة بالذات انما هي داخلة في القضاء بالعرض من حيث إنها لوازم الخيرات العظيمة الواجبة الصدور عن الحكيم الحق والخير المطلق هذا كلامه فان قلت فما تصنع بما رواه الشيخ الجليل محمد ابن يعقوب الكليني في الكافي والصدوق ابن بابويه القمي في كتاب التوحيد والعيون عن سادتنا الطاهرين وأئمتنا المعصومين من حدوث الإرادة والمشية وانهما من صفات الفعل لا من صفات الذات قلت وزان الإرادة وزان القيومية وغيرها في كونها ذات مراتب ثلاث فان له تعالى إرادة حقة حقيقية بالنسبة إلى فيضه المقدس والوجود الإضافي الذي في كل بحسبه وإرادة حقيقية ظلية في مقام فيضه وإرادة مصدرية هي نفس المفهوم العنواني فالأولى عين الذات الأحدية والثانية بما هي مضافة إلى الحق
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»