ان يتكلم بكلام فمبدأ هذه الإرادة أولا صورة عقلية في القوة الناطقة على وجه البساطة وينشأ من هذه القوة اثر في القلب ثم يظهر في الخيال ثم يسرى اثره بواسطة الروح البخاري إلى الأعصاب ثم العضلات فيوجد صورة الصوت في لوح الهواء المقروع بواسطة التقاطع العارض له في المخارج وهذا غاية نزوله من عرش القلب إلى فرش عنصر الهواء ثم يصعد منه اثر إلى الصماخ ومنه إلى العضلات ومنها إلى الأعصاب والأرواح البخارية ومنها إلى الدماغ ومنها إلى الخيال حتى الناطقة فهذا الترتيب الصعودي على عكس الترتيب النزولي كان محييا للموتى أعني النفوس الجاهلة مخرجا لثمرات العلوم من أكمامها أعني فطرتها ومن اسراره ان مساوقه الذي هو القول الذي عدده مأة وستة وثلثون وهو مبلغ عدد مساحة مربع زوج الزوج الأول موافق لعدد محيى كل حي وهو عدد المؤمن وفى مجمع البيان قال الصادق (ع) البيان الاسم الأعظم الذي علم به كل شئ سبحانك الخ يا من تواضع كل شئ لعظمته أي تطامن لها يا من استسلم كل شئ لقدرته الشئ بمعنى المشيئ وجوده وهو المهية أي طاوع كل مهية مشئ وجودها لقدرته الفعلية يا من ذل كل شئ لعزته يا من خضع كل شئ لهيبته يفرق في اللغة بين الخضوع والخشوع بان الخضوع في البدن والخشوع في الصوت والبصر والهيبة لغة المخافة يا من انقاد كل شئ من خشيته الخشية على ما قال المحقق نصير الملة والدين س وان لا فرق بينها وبين الخوف في اللغة الا انها عند أهل السلوك خاصة بالعلماء انما يخشى الله من عباده العلماء والخوف مسلوب عنهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فالخشية تحصل لهم بسبب الاستشعار بعظمة الله وهيبته والوقوف على قصور هم عن أداء حق العبودية فهى خوف خاص ويدل عليه قوله تعالى يخشون ربهم ويخافون سوء العذاب وههنا جارية على طريق أهل اللغة ولكن لما كانت الهيبة أعلى من الخشية كما سيأتي في السلاك كالخشية من الخوف قدمت الهيبة على الخشية وهي على المخافة يا من تشققت الجبال من مخافته أصل تكون الجبال على ما قال بعض الحكماء من تلاطم أمواج البحار واصطكاكاتها فيحجر بعض الأرض فان البر كان بحرا والبحر كان برا في الأدوار والأكوار ويؤيده ما يقال من أن الشمس كما تميل إلى الجنوب فانجذبت الرطوبات بحرارتها إلى جانب الجنوب ولذا وقعت البحار هناك وورد ان مجارى العيون من مهب الشمال كذلك يحبئ وقت يكون ميلها إلى الشمال وعند هذا تنجذب الرطوبات إلى جانب الشمال وتتفق البحار هنا ويتحقق البراري
(٥٢)