داخلة في صقعه ولا حكم لها مستقلة كالمعنى الحرفي وبما هي مضافة إلى الأشياء حادثة بحدوثها وهذه هي التي جعلها أئمتنا معادن العلم من صفات الفعل والثالثة هي الزائدة على كل وجود فضلا عن الوجود الواجب وكيف لا ولو كان عين الذات لكانت عين هذا المفهوم المصدري وأجاب السيد المحقق الداماد س عن السؤال بان الإرادة قد يطلق ويراد بها المصدري أعني الاحداث والايجاد وقد يراد بها الحاصل بالمصدر أعني الفعل الحادث المتجدد وكما أن لعلمه تعالى بالأشياء مراتب وأخيرة مراتبه وجود الموجودات الخارجية وصدورها عنه منكشفة غير محتجبة فهى بذواتها وهوياتها المرتبطة إليه علوم له تعالى بوجه ومعلومات له باعتبار ومعلوميتها له تعالى عين ذواتها لا عالميته تعالى إياها عين ذواتها وانما هي عين ذاته المقدسة فالعلم بمعنى العالمية عين ذاته تعالى وهو قديم وبمعنى المعلومية عين هذه الممكنات وهو حادث فكذلك لإرادته سبحانه مراتب وأخيرة المراتب هي بعينها ذوات الوجودات المتقررة بالفعل وانما هي عين الإرادة بمعنى مراديتها له تعالى لا بمعنى مريديته إياها وما به فعلية الإرادة والرضا ومبدء التخصيص هو عين ذاته الحقة وهذا أقوى في الاختيار مما ان يكون انبعاث الرضا بالفعل من أمر زايد على نفس ذات الفاعل انتهى حاصل ما افاده وتلميذه صدر المتألهين س بعد ما نقل هذا الكلام قال وههنا سر عظيم نشير إليه إشارة ما وهي انه يمكن للعارف البصير ان يحكم بان وجود الأشياء الخارجية من مراتب علمه تعالى وارادته بمعنى عالميته ومريديته لا بمعنى معلوميته ومراديته فقط وهذا مما يمكن تحصيله للواقف على الأصول السالفة ذكرها إما الأحاديث المشار إليها فمنها ما في الصحيح عن صفوان ابن يحيى قال قلت لأبي الحسن (ع) اخبرني عن الإرادة من الله ومن الخلق فقال الإرادة من الخلق لضمير وما يبدو بعد ذلك لهم من الفعل واما من الله فارادته احداثه لا غير ذلك لأنه لا يروى ولا يهم ولا يتفكر وهذه الصفات منتفية عنه وهي صفات الخلق فإرادة الله الفعل إلى غير ذلك يقول له كن فيكون بلا لفظ ولا نطق لسان ولا همة ولا تفكر ولا كيف لذلك كما أنه لا كيف له قال السيد الضمير هو تصور الفعل وما يبدو بعد ذلك اعتقاد النفع فيه تخيليا أو تعقليا أو ظنيا ثم انبعاث الشوق من القوة الشوقية ثم تأكد الشوق واشتداده إلى حيث يصير اجماعا فتلك مبادى الأفعال الاختيارية فينا والله سبحانه مقدس عن ذلك فنفس علمه السابق اختيار ومشية لأفعاله ولا إرادة ولا مشية هناك وراء نفس الذات الا احداثه وايجاده ولا كيف لمشيته وارادته كما لا كيف لذاته ومنها ما روى عن هشام ابن الحكم في حديث الزنديق الذي سئل أبا عبد الله (ع)
(٤٤)