في قولهم الوجود خير والعدم شر وقوله تعالى بيدك الخير ومرجع المعنى ح يا خيرا هو مطلوب المحسنين وكذا في خير الغافرين ونحوه سبحانك الخ يا من له العزة والجمال تقديم الظرف هنا وفيما بعده يفيد الاختصاص لان كل جمال رشح من بحر جماله وكل كمال ظل كما له فهو الحقيقة وما عداه مجازاته وهو النير وما سواه اشراقاته وهو الأصل وما وراه فروعه ما أليق بالمقام ما قال الشاعر أرأيت حسن الروض في اصاله * أرأيت بدر التم عند كماله * أرأيت كأسا شيب صفو شمولها أرأيت روضا ريض خيل شماله * أرأيت طيب العيش في عهد الصبى * أرأيت عيش الصب لميل وصاله أرأيت رايحة الخزامي سحرة * فغمت خباشيم العليل الواله * هذا وذاك وكل شئ رايق اخذ التجمل من فروع جماله * هلك القلوب بأسرها في اسره * شعفا وشد عقولنا بعقاله له الملك وله الحمد العزة القوة أو ندرة الوجود قال في القاموس عز يعز عز أو عزة بكسر هما وعزازة صار عزيزا كتعزز وقوى بعد ذلة وأعزه وعززه والشئ قل فلا يكاد يوجد فهو عزيز فالأول من باب التجريد إذ لا بعدية لعزته تعالى للذلة والثاني يراد باعتبار مظاهره الأكملين النادري الوجود والجمال صفات اللطف والرحمة والجلال صفات القهر والنقمة وأيضا الجمال صفات التشبيه والدنو والجلال صفات التنزيه والعلو وأيضا الجمال صفات ثبوتية والجلال صفات سلبية والتفصيل انه كما أن لزيد مثلا صفات سلبية ككونه ليس بحجر وليس بمدر وصفات ثبوتية إما اضافية محضة ككونه أبا لعمرو وجارا لبكر واما حقيقية فاتا محضة ككونه حيا واما حقيقية ذات إضافة كعلمه الملزوم للعالمية وقدرته الملزومة للقادرية وهاتان اللازمتان مضافتان حقيقيتان كذلك لمبدئه صفات سلبيته كلها يرجع إلى سلب واحد هو سلب الامكان عنه تعالى وصفات اضافية محضة كمفهوم العلية والخالقية والرازقية وصفات حقيقية محضة كوجوبه وحياته وصفات حقيقية ذات إضافة كعلمه وقدرته وجميع الإضافات يرجع إلى إضافة واحدة هي إضافة القيومية وجميع الحقيقيات يرجع إلى وجوب الوجود الذي هو تأكد الوجود وليست الصفات الحقيقية زايدة على ذاته كما زعمته الأشاعرة والا لزم تعدد القدماء ولا الذات نايبة منابها كما زعمته المعتزلة لان حقيقة الصفات فيه تعالى ولا يصح سلبها عنه إذ للصفات مراتب ومرتبة منها ذات مستقلة واجبة والبرهان على عينية الصفة الحقيقية ومبدء الصفة الإضافية انه لو لم تكن عينا لزم كون ذاته تعالى من جهة واحدة قابلة وفاعلة وهو محال ولم يكن بذاته مستحقه لحمل قادر وعالم وغير هما
(٤٠)