شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٣٣
رآه تو بهر روش كه پويند نكوست * ذكر تو بهر زبان كه كويند خوشست يا رافع الدرجات رفع بعضهم فوق بعض درجات فهو تعالى رافع درجات البسايط إلى درجات المركبات الناقصة ورافع درجاتها إلى درجات المعادن ورافع درجاتها إلى درجات النباتات ورافع درجاتها إلى درجات الحيوان ورافع درجاتها إلى درجات الانامي ورافع درجات عقولهم الهيولانية إلى العقول بالملكة ثم إلى العقول بالفعل ثم إلى العقول المستفادة ورافع درجات الصلحاء إلى درجات النقباء ثم النقباء إلى النجباء ثم النجباء إلى الأوتاد والأقطاب ورافع درجات الأنبياء إلى درجات الرسل ثم إلى درجات أولي العزم ثم رفع من بينهم الخاتم ثم رافع الخاتم إلى مقام أو أدنى إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه يا ولى الحسنات قال تعالى ان تصبك حسنة فمن الله في الحديث القدسي يا بن ادم انا أولي بحسناتك منك ولذا قال تعالى وإذا مرضت فهو يشفين ومن أراد ان يتوليه الله الذي هو ولى المؤمنين فعليه بالحسنة بين السيئتين والمنزلة بين المنزلتين منزلة التشبيه ومنزلة التعطيل فعند هذا يصير حسنة من الحسنات وقد ورد ان عليا (ع) حسنة من حسنات سيد المرسلين يا غافر الخطيئات الغفران الستر ومنه جاؤوا الجم الغفير وهو تعالى كما أنه غافر الخطيئات الشرعية كذلك ساتر النقايص الامكانية بذيل رحمته وخلعة فيضه الوجودي واعلم أن الخطيئة كالحسنة تنقسم إلى ما هو خطيئة بأصل الشرع كشرب الخمر والى ما يصير خطيئة بالنية والعزم كالاكل للتقوى على المعصية مثلا والى خطيئة الجوارح وخطيئة القلوب وكل منهما إلى الكبيرة والصغيرة واختلف أراء الأكابر في الكباير على أقوال شتى وليس على شئ منها دليل تطمئن به القلب ولعل المصلحة في اخفائها اجتناب المعاصي كلها مخافة الوقوع فيها فقال قوم هي كل ذنب توعد الله عليه بالعقاب في الكتاب العزيز وقال بعضهم هي كل ذنب رتب عليه الشارع حدا أو صرح فيه بالوعيد وقال طايفة هي كل معصية يؤذن بقلة اكتراث فاعلها بالدين وقال آخرون كل ذنب علم حرمته بدليل قاطع وقيل كلما توعد عليه توعدا شديدا في الكتاب أو السنة وعن ابن مسعود أنه قال اقرؤا من أول سورة النساء إلى قوله تعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فكل ما نهى عنه في هذه السورة إلى هذه الآية فهو كبيرة وقال جماعة الذنوب كلها كباير لاشتراكها في مخالفة الامر والنهى لكن قد يطلق الصغير والكبير على الذنب بالإضافة ما فوقه وما تحته فالقبلة صغيرة بالنسبة إلى الزنا وكبيرة بالنسبة إلى النظر بشهوة قال الشيخ الجليل امين الاسلام أبو علي الطبرسي طاب ثراه في مجمع البيان بعد نقل هذا القول والى هذا ذهب أصحابنا رضي الله عنهم فإنهم قالوا
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»