شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٣٥
المعاصي وهي توبة العصاة والثانية التوبة عن ترك الأولى وهي توبة الأنبياء الماضين (ع) والثالثة الرجوع عن الالتفات إلى غيره تعالى وتقدس وهي توبة نبينا صلى الله عليه وآله المعصومين فتوبتهم عبارة عن رجوعهم عما لعله صدر عنهم من عثرة التوجه إلى غير جنابه تعالى وهي المعتبرة عند أهل السلوك ثم إن التائب لابد ان يتدارك بفعل ثلثة أمور أحدها بالقياس إلى الزمان الماضي وثانيها بالقياس إلى الزمان الحاضر وثالثها بالقياس إلى الزمان المستقبل إما بالقياس إلى الزمان الماضي فهو ينشعب أي شعبتين إحديهما الندم على آفات والأسف على ما زلت قدمه هاوية في الخطيئات وثانيتهما التدارك لما وقع وهو بالنسبة إلى اشخاص ثلثة الأول بالنسبة إلى الحق تعالى بالتضرع إلى حضرته والالتزام بخدمته والاعتكاف على بابه والاستكانة إلى جنابه والثاني بالنسبة إلى نفسه حيث أبرز نفسه في معرض سخطه تعالى واظلم عليها بان يؤدى حقها باصلاحها والثالث بالنسبة إلى الغير الذي اذاه بالمضرات القولية والفعلية بان يعتذر إليه قولا وينقاد للمكافات فعلا ويرد حقه إليه أو إلى من يقوم مقامه ويتحمل الحدود المقررة لتلك الجنايات وإن كان مقتولا لم يمكن تحصيل رضائه ولكن بعد ما راعى الشرايط الأخر وحصل رضاء أوليائه عسى ان يشمله العناية العميمة والرحمة الواسعة عن جابر ابن عبد الله الأنصاري قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وآله يا نبي الله امرأة قتلت ولدها هل لها من توبة فقال صلى الله عليه وآله والذي نفس محمد بيده لو أنها قتلت سبعين نبيا ثم تابت وندمت ويعلم الله من قلبها انها لا ترجع إلى المعصية ابدا يقبل الله توبتها الحديث واما بالقياس إلى الزمان الحاضر فهو ان يترك الذنب الذي كان مباشرا له في الحال واما بالنسبة إلى الزمان المستقبل فهو ان يصمم عزمه على أن لا يعود إليه ولو قتل وح يصدق فيه التائب من الذنب كمن لا ذنب له فهذه شرايط توبة العام ومنه يعلم حال توبة الخاص واما الأخص فأمره أصعب وفيها قيل اليمين والشمال مضلتان فصيغة الجمع أعني التوبات إما باعتبار المراتب أو الموارد يا سامع الأصوات الأصوات إما حيوانية واما غير حيوانية والحيوانية إما نطقية أو غير نطقية والنطقية إما موضوعة أو مهملة والغير الحيوانية إما ألية أو غير ألية والأصوات الحيوانية انما ينتظم امرها بالريه فكل حيوان لا رية له لا صوت له كالحوت والزنبور والذباب ونحوها صوتها طنين أجنحتها فحدوث الصوت في الحيوان باعتبار خروج الهواء من قصبة ريته بالعنف وإذا تقاطع في المخارج الثمانية والعشرين التي بمنزلة المنازل الثمانية والعشرين للقمر حصلت الحروف
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»