شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٢٨٥
وتلك المراتب كالعلم العنائي والعلم القلمي والعلم اللوحي المحفوظي والعلم اللوحي المحوى والاثباتي إما العنائي فهو على التحقيق جامعية ذلك الوجود الشديد الأكيد البسيط الحقيقة كل الوجودات بنحو أعلى سابقا على كل المراتب المبدعة فضلا عن المرتبة الكيانية وعلى مذهب كثير من الحكماء حتى حكماء الاسلام كالشيخين وغير هما فالعلم العنائي صور مرتسمة في الذات سابقة على كل المبدعات والكاينات وتكون فعلية منشأ لوجود المعلوم ولسبقها على الكل قال انكسيمايس أول اسم ورسم حصل كان الصور العلمية ثم إن الأعيان الثابتة اللازمة للأسماء الحسنى عند العرفاء والمهيات المتقررة عند المعتزلة منزلتها هذه المنزلة واما العلم القلمي فسبقه أيضا معلوم مقرر لكونه بسيط الحقيقة جامعا لوجودات ما دونه بنحو أعلى واسبق على المراتب التي تحته كانطواء الحروف في المداد التي في رأس القلم واما اللوحي المحفوظ فباعتبار انه لا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين سابق على ما بعده سبق نفس الكل على غيره واما اللوحي المحوى والاثباتي فهو الصور الجزئية التي في النفوس المنطبعة السابقة على الصور الكونية سبق كتاب المحو والاثبات على سجل الوجود ومحوها واثباتها باعتبار انها بجهة تعلقها حكمها حكم الطبيعة السيالة الممحوة آنا والمثبتة آنا اخر فمحوها واثباتها ليسا بزوال وانطباع طاريين أو نسخ وتبديل مجددين كما في النفوس الساهية الذاهلة الأرضية بل بتجدد أمثال كما في جنبتها الطبيعية ولو لم نقل بتجدد الطبيعة وحركتها الجوهرية فلا أقل من حركتها الوضعية والكيفية في جنبتها الجسمية ومحو واثبات في هيئتها الجسمانية يستتبع المحو والاثبات في علومها الجزئية المنطبعة ولو أشكل عليك سابقية علمه تعالى على المعلوم على منهج الاشراق حيث إن علمه تعالى بوجود الأشياء عين وجودها واضافته العلمية عين اضافته الاشراقية وعلمه عين قدرته قلت هذا علمه التفصيلي عندهم واما علمه الكمالي الاجمالي فهو عندهم عين وجود ذاته تعالى لا عين وجود الأشياء ومعلوم ان وجوده تعالى سابق على كل الوجودات فذلك العلم الكمالي الاجمالي سابق على كل المعلومات وهذا العلم الكمالي متفق عليه بينهم وبين غيرهم لا ينكره أحد وانما كان كماليا لان علوه تعالى ومجده وبهاؤه بذاته التي هي هذا العلم لا بغيرها والمشاؤن أيضا ينادون بذلك ويصرحون مرارا بان علوه بذاته وعلمه الذاتي لا بتلك الصور المرتسمة وانما كان اجماليا أي من حيث إنه علم بالغير واما من حيث إنه علم بذاته فمعلوم انه علم تفصيلي بذاته لان ذاته شئ واحد لا يسوغ فيه شئ وشيئ فذلك الشئ الواحد
(٢٨٥)
مفاتيح البحث: مدرسة المعتزلة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 » »»