وعنوانات شهوده وظهورها منطويا في ظهوره لم ير في جميع أحواله الا المصباح فان مصابيح المرائي من صقع المصباح الأصل ح وكان ذلك التوجه له كخيط يجمع شتات الجواهر النفيسة وينظم اللآلي المتلألئة في سلك واحد ومن كان في غفلة عريضة عن المصباح الأصل ونبذه وراء ظهره وكان نظره إلى المرائي والعكوس لا بما هي مرائي وعكوس بل يجعل العنوانات معنونات وآلات اللحاظ للأصل ملحوظات بالذات وقع نظره في التفرق وقلبه في التشتت وانثلم توحيده لغلبة احكام كثرة القوابل عليه واختلافها في الزمان والمكان والوضع والجهة وتباينها في الصغر والكبر والصفا والكدر والاستقامة والاعوجاج وغير ذلك إذ ليس هنا رابط موقع للارتباط منظم للمتشتتات وأوضح من هذا وقوع عكوس عديدة من صورة انسان في مرائي متباينه كالبلور والماء والحديد الصافي والجليدية والخيال وغيرها ومعلوم ان لكل منها عرضا عريضا من الأصناف والاشخاص المختلفة بالصفاء والكدر وغير هما فيحصل في العكوس تفاوت بين فمن لم ير الأصل و وقع نظره على العكوس لم يمكنه توحيد الكثير كيف وما في البلور نبوع وما في الماء الصافي نبوع اخر وما في الماء الكدر بنحو اخر وما في الجليدية في غاية الصغر وهكذا ما في المرائي الأخر فلم يرها الا في غاية البعد إذ الفرض انه لم ير الأصل بخلاف من كان متوجها إلى الانسان الأصل في جميع نظراته شاغل القلب به عن المرائي في جميع خطراته مملو البال من تذكره في ساير لحظاته فهو يؤلف بين العكس الذي في غاية الصغر والذي هو أوفق بصورة الصور فكن يا حبيبي ممتلئ القلب من تذكر أصل الوجودات وينبوع الخيرات ونور الأنوار ومعدن الظهور والاظهار وناظر طرف الفؤاد في كل منظور إليه ومقتنص القربة في كل قول وفعل لديه حتى تؤلف بين المتعاندات وتوفق بين المتضادات فتناسب بين الدرة البيضاء وذرة الهباء وتصالح بين النيران والمياه وترتع الذئاب مع الشياه فهناك يتحد طعم الحنظل والانجبين ويتحد طبع الترياق وسم التنين ويجتمع البرد مع الحرور ويعيش العقاب في وكر العصفور والليل والنهار متحدان والأزل والأبد توأمان جمع الله شتات شملك وأوصلك إلى أصلك يا نورا فوق كل نور هذه الفوقية ليست حسية مكانية بل معنوية قهرية كما قال تعالى هو القاهر فوق عباده فكما ان لكل بدن نورا مدبر إذا عناية به فوق الأنوار الحسية والعرضية كذلك لكل نوع نور مفارق عقلي يسمى عند الاشراقي
(١٧٤)