شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ١٦٩
القوابل الخارجية من المواد الجسمانية والمهية كسراب بقيعة يحسبه الظمان ماء لا حقيقة لها بل متحدة مع الوجود الذي هو النور الحقيقي والمادة أيضا متحدة بالصورة غير مباينة عنها في الوضع وهكذا في المادة الثانية والثالثة وغيرها لا حقيقة لها الا بنحو الابهام تركيبها تركيب لا متحصل ومتحصل وبلحاظ اخذ هما بشرط لا وهو المناسب لجعلهما مشكاة تكونان من حقيقة النور كما مر فالعالم كمشكاة من سنخ النور امتلأت بالنور وفى الأدعية النبوية يا نور النور احتجبت دون خلقك فلا يدرك نورك نور يا نور النور قد استنار بنورك أهل السماوات واستضاء بنورك أهل الأرض يا نور كل نور حامد لنورك كل نور وفى نسخة خامد بنورك بالخاء المعجمة والباء بدل اللام وهو الاظهر يا منور النور أي معطى النور للنور وهذا وإن كان جعلا تركيبيا الا انه بالعرض فإنه تعالى لما جعل النور جعلا بسيطا بالذات جعل النور نورا بالعرض إذ لو لم يجعل النور لم يكن النور نورا إذ السلب يصدق بانتفاء الموضوع ونظير هذا الاسم ما ورد في الحديث هو الذي أين الأين فلا أين له وكيف الكيف فلا كيف له ويمكن ان يجعل المعنى هنا أوجد الأين والكيف ولا يجوز فيما نحن فيه إذ يصير معناه ومعنى خالق النور واحدا ويمكن ان يكون في هذا الاسم الشريف تلويح إلى معنى آية الله نور السماوات والأرض على ما ذكره بعض المفسرين حيث فسر النور بالمنور ولعله ورد عن بعض الأئمة (ع) والداعي إلى هذا التفسير إما انه فهم من النور النور العرضي الحسى وانه تعالى منزه عن الجوهرية فضلا عن العرضية فحمل هذا ذلك البعض من المفسرين على أن حمل الآية على أن الله تعالى معطى ذلك النور العرضي للسموات والأرض لا انه عين ذلك النور فهذا فهم ظاهري عامي وأي داع على هذا الحمل ومعلوم انه لم يرتق فهمه من هذا النور الحسى إلى نور النفس والعقل فكيف إلى نور الباري تعالى واما انه فهم ان النور ما هو الظاهر بذاته المظهر لغيره وهو حق حقيقة الوجود التي تنورت بها السماوات العلى التي هي مهيات المجردات والأرضين السفلى التي هي مهيات الماديات لكن يقول لو حملت الآية على هذا لزم وحدة الوجود كما قال القائل بالوحدة ان نور السماوات والأرض وجود هما وقد حمل على لفظ الجلالة ومفاد الحمل هو الاتحاد في الوجود وجعل النور بمعنى المنور خلاف الأصل ووحدة الوجود عنده باطلة فلا جرم دعاه هذا على ارتكاب خلاف الأصل فنقول هذا المعنى لا باس به وإن كان القول الفحل والرأي الجزل ابقاء
(١٦٩)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»