بالنور القاهر ذو عناية بكلية ذلك النوع كأنه نفس لذلك النوع الطبيعي الا ان النفس متوجهة إلى البدن مدبرة له ملتفتة إليه التفاتا استكماليا والنور القاهر مترفع عن الأجسام غير متوجه إليها بالذات وغير ملتفت إليها استكماليا قاعدة مخروط ذلك النور عند ذلك النوع ورأسه عند نور الأنوار وكأنها مشاعل ثابتة كما مر والأنواع الطبيعية قوابل مستنيرة متبدلة تمر بها قبالة تلك المشاعل التي لا تتغير ولا تتبدل أو انها معاني قارة بسيطة والأنواع الطبيعية الفاظ وعبارات مركبة غير قارة داثرة زايلة أو انها شموس وأقمار مشرقة منيرة قائمة غير اقلة وتلك الأنواع مياه سيالة كما قال المولوي المعنوي س قرنها برقرنها رفت أي همام * وأين معاني بر قرار وبر دوام شد مبدل آب أين چو چند بار * عكس ماه وعكس اختر بر قرار * فهذه الأنوار القاهرة فوق الأنوار المدبرة ونور الأنوار فوق كل نور فان له مع كل شأن شأنا وله شأن ليس للشئون معه شأن والأنوار القاهرة مع قاهرية أنوارها بالنسبة إلى ما دونها لا نورية ولا ظهور لها بالنسبة إلى نور الأنوار كانطماس أنوار الكواكب عند نور الشمس بوجه فإنها في النهار موجودة كالليل ولكن مطموسة النور ممحوقة الظهور عند سطوع نور الشمس يا نورا ليس كمثله نور سبحانك الخ فيه أربعة أوجه الأول ان يكون الكاف زايدة كما هو المشهور في قوله تعالى ليس كمثله شئ والثاني ما ذكره العلامة التفتازاني في شرح التلخيص في الآية ان الأحسن ان لا يجعل الكاف زايدة ويكون من باب الكناية فإنه نفى للشيئ بنفي لازمه لان نفى اللازم يستلزم نفى الملزوم كما يقال ليس لأخ زيد أخ فأخو زيد ملزوم والأخ لازمه لأنه لابد لأخ زيد من أخ هو زيد فنفى هذا اللازم والمراد نفى الملزوم أي ليس لزيد أخ إذ لو كان له أخ لكان لذلك الأخ أخ هو زيد فكذا نفى ان يكون لمثل الله تعالى مثل والمراد نفى مثله تعالى إذ لو كان له مثل لكان هو مثل مثله إذ التقدير انه موجود انتهى والصواب كما قال المحقق الشريف انه ليس من باب الكناية بل من باب المذهب الكلامي المعدود من المحسنات المعنوية كقوله تعالى فلما افل قال لا أحب الآفلين أي الكوكب افل وربى ليس بأفل فالكوكب ليس بربي والفرق ظاهر لان العبارة في الكناية مستعملة في المعنى المقصود أعني نفى المثل عنه تعالى بلا قرينة مانعة عن إرادة المعنى الأصلي وفى المذهب الكلامي مستعملة في معناها الأصلي وجعل ذلك حجة على المعنى المقصود من غير أن يقصد استعماله فيه أصلا الثالث
(١٧٥)