كلا إن الإنسان ليطغى 6 أن رآه استغنى 7 إن إلى ربك الرجعي 8 أرأيت الذي ينهى 9 عبدا إذا صلى 10 القمي: عن الباقر (عليه السلام) قال: يعني علم عليا من الكتابة لك ما لم يعلم قبل ذلك (1).
قيل: عدد سبحانه مبدأ أمر الإنسان ومنتهاه إظهارا لما أنعم عليه من نقله من أخس المراتب إلى أعلاها تقريرا لربوبيته وتحقيقا لأكرميته (2).
* (كلا) *: ردع لمن كفر بنعمة الله لطغيانه.
* (إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى) *: أي رأى نفسه مستغنية.
القمي: قال: إن الإنسان إذا استغنى يكفر ويطغى وينكر إلى ربه الرجعي (3).
* (إن إلى ربك الرجعي) *: الخطاب للإنسان على الالتفات تهديدا وتحذيرا من عاقبة الطغيان.
* (أرأيت الذي ينهى * عبدا إذا صلى) *: ماذا يكون جزاؤه وما يكون حاله.
القمي: قال: كان الوليد بن المغيرة ينهى الناس عن الصلاة وأن يطاع الله ورسوله، فقال: " أرأيت الذي ينهى * عبدا إذا صلى " (4).
في المجمع: جاء في الحديث إن أبا جهل قال: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قالوا:
نعم، قال: فبالذي يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، فقيل له: هاهو ذلك يصلي، فانطلق ليطأ على رقبته فما فجأهم إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقي بيديه، فقالوا: ما لك يا أبا الحكم؟ قال: إن بيني وبينه خندقا من نار، وهولا وأجنحة، وقال نبي الله: والذي نفسي بيده لو دنا منى لاختطفته الملائكة عضوا عضوا، فأنزل الله سبحانه: " أرأيت الذي ينهى " إلى آخر السورة (5).