عقبها بأخرى وأوصل بعضها ببعض ولا تخل وقتا من أوقاتك فارغا لم تشغله بعبادة (1).
وفي المجمع: عن الباقر والصادق (عليهما السلام) " فإذا فرغت " من الصلاة المكتوبة " فانصب " إلى ربك في الدعاء، وارغب إليه في المسألة يعطك (2).
وعن الصادق (عليه السلام) هو الدعاء في دبر الصلاة وأنت جالس (3).
والقمي: عنه (عليه السلام) قال: " فإذا فرغت فانصب " من نبوتك " فانصب " عليا " وإلى ربك فارغب " في ذلك (4).
وفي الكافي: عنه (عليه السلام) في حديث قال: يقول: " فإذا فرغت فانصب " علمك، وأعلن وصيك فأعلمهم فضله علانية، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، الحديث، قال: وذلك حين اعلم بموته ونعيت إليه نفسه (5).
والقمي: قال: " إذا فرغت " من حجة الوداع " فانصب " أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) (6).
والمستفاد من هذه الأخبار أنه بكسر الصاد من النصب بالتسكين بمعنى الرفع والوضع، يعني فإذا فرغت من أمر تبليغ الرسالة، وما يجب عليك إنهاؤه من الشرائع والأحكام فانصب علمك بفتح اللام أي ارفع علم هدايتك للناس وضع من يقوم به خلافتك موضعك حتى يكون قائما مقامك من بعدك بتبليغ الأحكام وهداية الأنام، لئلا ينقطع خيط الهداية والرسالة بين الله وبين عباده، بل يكون ذلك مستمرا بقيام إمام مقام إمام أبدا إلى يوم القيامة.
قال الزمخشري في كشافه: ومن البدع ما روي عن بعض الرافضة أنه قرأ " فانصب " بكسر الصاد، أي فانصب عليا (عليه السلام) للإمامة، قال: ولو صح هذا للرافضي لصح للناصبي أن يقرأ هكذا ويجعله أمرا بالنصب الذي هو بغض علي (عليه السلام) وعداوته (7).
أقول: نصب الإمامة والخليفة بعد تبليغ الرسالة أو الفراغ من العبادة أمر معقول بل