في الرمل، ورجع ذو نواس إلى ضيعة من جنوده فقال الله: " قتل أصحب الأخدود " إلى قوله:
" العزيز الحميد " (1).
وفي المجمع: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: كان ملك فيمن كان قبلكم له ساحر، فلما مرض الساحر، قال: إني قد حضر أجلي فادفع إلي غلاما أعلمه السحر، فدفع إليه غلاما، وكان يختلف إليه وبين الساحر والملك راهب، فمر الغلام بالراهب فأعجبه كلامه وأمره، فكان يطيل عنده القعود، فإذا أبطأ على الساحر ضربه وإذا أبطأ عن أهله ضربوه، فشكا ذلك إلى الراهب فقال: يا بني إذا استبطأك الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا استبطأك أهلك فقل: حبسني الساحر، فبينما هو ذات يوم إذا بالناس قد غشيتهم دابة عظيمة، فقال: اليوم أعلم أمر الساحر أفضل أم أمر الراهب، فأخذ حجرا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك فاقتل هذه الدابة فرمى فقتلها، ومضى الناس فأخبر بذلك الراهب فقال: يا بني إنك ستبتلى، فإذا ابتليت فلا تدل علي، قال: وجعل يداوي الناس فيبرأ الأكمه والأبرص، فبينما هو كذلك إذ عمى جليس للملك، فأتاه وحمل إليه مالا كثيرا فقال: اشفني ولك ما هاهنا، فقال: أنا لا أشفي أحدا ولكن الله يشفي، فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك، قال: فآمن فدعا الله فشفاه، فذهب فجلس إلى الملك، فقال: يا فلان من شفاك؟ فقال: ربي، قال: أنا، قال: لا ربي وربك الله، قال: أو أن لك ربا غيري؟ قال: نعم، ربي وربك الله، فأخذه فلم يزل به حتى دله على الغلام فبعث إلى الغلام فقال: لقد بلغ من أمرك أن تشفي الأكمه والأبرص؟ قال: ما أشفي أحدا ولكن ربي يشفي، قال:
أو أن لك ربا غيري؟ قال: نعم ربي وربك الله، فأخذه فلم يزل به حتى دله على الراهب فوضع المنشار عليه فنشره حتى وقع شقاه، فقال للغلام: ارجع عن دينك، فأبى فأرسل معه نفرا وقال: إصعدوا به جبلا كذا وكذا، فإن رجع عن دينه وإلا فدهدهوه منه، قال: فعلوا به الجبل، فقال: اللهم اكفينهم بما شئت، فرجف بهم الجبل، فتدهدهوا أجمعون، وجاء إلى الملك، فقال: ما صنع أصحابك، فقال: كفانيهم الله، فأرسل به مرة أخرى، قال: انطلقوا به فلججوه (2) في البحر فإن رجع وإلا فغرقوه فانطلقوا به في قرقور (3) فلما توسطوا به البحر قال: اللهم اكفينهم بما