نجران يسأله عن أصحاب الأخدود فأخبره بشئ، فقال (عليه السلام): ليس كما ذكرت، ولكن سأخبرك عنهم، إن الله بعث رجلا حبشيا نبيا، وهم حبشة، فكذبوه، فقاتلهم، فقتلوا أصحابه وأسروه وأسروا أصحابه، ثم بنوا له حيرا (1)، ثم ملؤوه نارا ثم جمعوا الناس فقالوا: من كان على ديننا وأمرنا فليعزل، ومن كان على دين هؤلاء فليرم نفسه في النار معه، فجعل أصحابه يتهافتون في النار، فجاءت امرأة معها صبي لها ابن شهر، فلما هجمت على النار هابت ورقت على ابنها فناداها الصبي لا تهابي وارمي بي وبنفسك في النار، فإن هذا والله في الله قليل، فرمت بنفسها في النار وصبيها، وكان ممن تكلم في المهد (2). وفي المحاسن: عنه (عليه السلام) ما في معناه (3).
والقمي: قال: كان سببهم إن الذي هيج الحبشة على غزوة اليمن ذو نواس (4) وهو آخر من ملك من حمير تهود، واجتمعت معه حمير على اليهودية، وسمى نفسه يوسف، وأقام على ذلك حينا من الدهر، ثم أخبر أن بنجران بقايا قوم على دين النصرانية، وكانوا على دين عيسى (عليه السلام) وعلى حكم الإنجيل، ورأس ذلك الدين عبد الله بن برياس، فحمله أهل دينه على أن يسير إليهم، ويحملهم على اليهودية، ويدخلهم فيها، فسار حتى قدم نجران، فجمع من كان بها على دين النصرانية، ثم عرض عليهم دين اليهودية والدخول فيها، فأبوا عليه فجادلهم وعرض عليهم وحرض الحرض (5) كله، فأبوا عليه، وامتنعوا عن (6) اليهودية والدخول فيها، واختاروا القتل فاتخذ لهم أخدودا، وجمع فيه من الحطب، وأشعل فيه النار، فمنهم من أحرق بالنار، ومنهم من قتل بالسيف، ومثل بهم كل مثلة فبلغ عدد من قتل وأحرق بالنار عشرين ألفا، وأفلت رجل منهم يدعى دوس ذو بغلتان على فرس له وركضه، واتبعوه حتى أعجزهم