التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٤٠٤
فإذا جاءت الصاخة 33 يوم يفر المرء من أخيه 34 وأمه وأبيه 35 وصحبته وبنيه 36 لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه 37 * (فإذا جاءت الصاخة) * (1): أي النفخة، وصفت بها مجازا لأن الناس يضجون لها.
* (يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصحبته وبنيه) *: لاشتغاله بشأنه وعلمه بأنهم لا ينفعونه، أو للحذر من مطالبتهم بما قصر في حقهم، وتأخير الأحب فالأحب للمبالغة، كأنه قيل: يفر من أخيه، بل من أمه وأبيه، بل من صاحبته وبنيه.
في العيون: عن الرضا (عليه السلام) قال: قام رجل يسأل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن هذه الآية من هم؟ قال: قابيل يفر من هابيل (عليه السلام)، والذي يفر من أمه موسى (عليه السلام)، والذي يفر من أبيه إبراهيم (عليه السلام)، يعني الأب المربي لا الوالد، والذي يفر من صاحبته لوط، والذي يفر من ابنه نوح (عليه السلام)، ويفر من ابنه كنعان (2).
وفي الخصال: عن الحسين بن علي (عليهما السلام) مثله بدون قوله: " يعني الأب المربي لا الوالد " وقال: مصنفه: إنما يفر من أمه موسى خشية أن يكون قصر فيما وجب عليه من حقها، وإبراهيم إنما يفر من الأب المربي المشرك لا من الأب الوالد وهو تارخ (3).
* (لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) *: القمي: قال: شغل يشغله عن غيره (4).
وفي المجمع: عن سودة زوجة النبي (صلى الله عليه وآله) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يبعث الناس حفاة

١ - الصاخة - بتشديد الخاء -: يعني القيامة، فإنها تصخ الأسماع أي تقرعها وتصمها. مجمع البحرين: ج ٢، ص ٤٣٧، مادة " صخخ ".
٢ - عيون أخبار الرضا: ج ١، ص ٢٤٥، س ١٤، ح ١، باب ٢٤ - ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين (عليه السلام) في جامع الكوفة.
٣ - الخصال: ص ٣١٨، ح ١٠٢، باب ٥ - يفر يوم القيامة خمسة من خمسة.
٤ - تفسير القمي: ج ٢، ص 406، س 10.
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 407 409 410 411 ... » »»