التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٣٩٦
وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى 40 فإن الجنة هي المأوى 41 يسئلونك عن الساعة أيان مرسها 42 فيم أنت من ذكراها 43 إلى ربك منتهاها 44 إنما أنت منذر من يخشاها 45 كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أوضحها 46 * (وأما من خاف مقام ربه) *: مقامه بين يدي ربه لعلمه بالمبدأ والمعاد.
* (ونهى النفس عن الهوى) *: لعلمه بأن الهوى يرديه.
* (فإن الجنة هي المأوى) *: القمي: قال: هو العبد إذا وقف على معصية الله، وقدر عليها، ثم تركها مخافة الله، ونهى النفس عنها، فمكافأته الجنة (1). وفي الكافي: عن الصادق (عليه السلام)، قال: من علم أن الله يراه، ويسمع ما يقول، ويعلم ما يعمله من خير أو شر، فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال، فذلك الذي خاف مقام ربه، ونهى النفس عن الهوى (2).
* (يسئلونك عن الساعة أيان مرسها) *: متى إرساؤها، أي إقامتها وإثباتها.
القمي: قال: متى تقوم (3).
* (فيم أنت من ذكراها) *: في أي شئ أنت من أن تذكر وقتها لهم، أي ما أنت من ذكرها لهم وتبيين وقتها في شئ فإنه مما استأثره الله بعلمه.
* (إلى ربك منتهاها) *: أي منتهى علمها، القمي: أي علمها عند الله (4).
* (إنما أنت منذر من يخشاها * كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا) *: أي في الدنيا.
* (إلا عشية أو ضحاها) *: أي عشية يوم أو ضحاه، كقوله: إلا ساعة من نهار، ولذلك أضاف الضحى إلى العشية لأنهما من يوم واحد. القمي: قال: بعض يوم (5).
في ثواب الأعمال (6)، والمجمع: عن الصادق (عليه السلام) من قرأ " والنازعات " لم يمت إلا ريانا، ولم يبعثه الله إلا ريانا، ولم يدخله الجنة إلا ريانا (7).

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٤٠٤، س ١.
٢ - الكافي: ج ٢، ص ٨٠، ح ١، باب اجتناب المحارم.
٣ و ٤ و ٥ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٤٠٤. ٦ - ثواب الأعمال: ص 121، ح 1، باب ثواب قراءة سورة النازعات.
7 - مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 428، في فضلها.
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 399 400 401 402 ... » »»