التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٠
من ذلك المقل وحملوه إلى مصر ليمتاروا به طعاما وكان يوسف يتولى البيع بنفسه فلما دخل إخوته عليه عرفهم ولم يعرفوه كما حكى الله عز وجل.
والعياشي عن الباقر عليه السلام لما فقد يعقوب يوسف اشتد حزنه عليه وبكاؤه حتى ابيضت عيناه من الحزن واحتاج حاجة شديدة وتغيرت حاله وكان يمتار القمح من مصر في السنة مرتين الشتاء والصيف وأنه بعث عدة من ولده ببضاعة يسيرة إلى مصر مع رفقة خرجت الحديث.
(59) ولما جهزهم بجهازهم أصلحهم بعدتهم وأوقر ركايبهم بما جاؤوا لأجله وأصل الجهاز ما يعد من الأمتعة قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم.
القمي أحسن لهم في الكيل وقال لهم من أنتم قالوا نحن بنو يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم خليل الله الذي ألقاه نمرود في النار فلم يحترق فجعلها الله عليها بردا وسلاما قال فما فعل أبوكم قالوا شيخ ضعيف قال فلكم أخ غيركم قالوا لنا أخ من أبينا لا من أمنا قال فإذا رجعتم إلي فأتوني به.
والعياشي عن الباقر عليه السلام قال لهم يوسف قد بلغني أن لكم أخوين من أبيكم فما فعلا قالوا أما الكبير منهما فإن الذئب أكله وأما الصغير فخلفناه عند أبيه وهو به ضنين وعليه شفيق قال فإني أحب أن تأتوني به معكم إذا جئتم تمتارون ألا ترون أنى أوف الكيل أتمه ولا أبخس أحدا شيئا وأنا خير المنزلين المضيفين وكان أحسن إنزالهم وضيافتهم.
(60) فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون ولا تدخلوا دياري نهي أو نفي.
(61) قالوا سنراود عنه أباه سنجتهد في طلبه من أبيه وإنا لفاعلون ذلك لا نتوانى فيه.
(62) وقال لفتيانه لغلمانه الكيالين وقرئ لفتيته اجعلوا بضاعتهم يعني ثمن
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست