الكافي عن الصادق (عليه السلام) للايمان حالات ودرجات وطبقات ومنازل فمنه التام المنتهي تمامه ومنه الناقص البين نقصانه ومنه الراجح الزائد رجحانه.
وعن الباقر (عليه السلام) أن المؤمنين على منازل منهم على واحدة ومنهم على اثنتين ومنهم على ثلاث ومنهم على أربع ومنهم على خمس ومنهم على ست ومنهم على سبع فلو ذهبت تحمل على صاحب الواحدة ثنتين لم يقو وعلى صاحب الثنتين ثلاثا لم يقو وساق الحديث ثم قال وعلى هذه الدرجات.
وفي مصباح الشريعة عنه (عليه السلام) التقوى على ثلاثة أوجه تقوى في الله وهي ترك الحلال فضلا عن الشبهة وهي تقوى خاص الخاص وتقوى من الله وهي ترك الشبهات فضلا عن الحرام وهي تقوى الخاص وتقوى من خوف النار والعقاب وهي ترك الحرام وهي تقوى العام ومثل التقوى كماء يجري في نهر ومثل هذه الطبقات الثلاث في معنى التقوى كأشجار مغروسة على حافة ذلك النهر من كل لون وجنس وكل شجرة منها يستمص الماء من ذلك النهر على قدر جوهره وطبيعته ولطافته وكثافته ثم منافع الخلق من تلك الأشجار والثمار على قدرها وقيمتها قال الله تعالى صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل فالتقوى للطاعات كالماء للأشجار ومثل طبائع الأشجار في لونها وطعمها مثل مقادير الإيمان فمن كان أعلى درجة في الإيمان وأصفى جوهرا بالروح كان أتقى ومن كان اتقى كانت عبادته أخلص وأطهر ومن كان كذلك كان من الله أقرب وكل عبادة غير مؤسسة على التقوى فهي هباء منثور وقال الله تعالى أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم انتهى كلامه (عليه السلام) فنقول في بيان ذلك:
إن أوائل درجات الإيمان تصديقات مشوبة بالشبه والشكوك على اختلاف مراتبها ويمكن معها الشرك كما قال سبحانه وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ويعبر عنها بالإسلام كما قال الله عز وجل قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم والتقوى المتقدمة عليها هي تقوى العام وأوسطها تصديقات لا يشوبها شك ولا شبهة كما قال عز وجل الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وأكثر